النيجر : الجيش لا يريد فرنسا !
جريدة النشرة : فنيدو محمد / كلميم
منذ ازيد من اسبوعين حدث انقلاب عسكري في النيجر دون اراقة دماء،فتم ايداع الرئيس السجن و تبني المطالب الشعبية الرامية الى تحسين الظروف الاقتصادية و السياسية والاجتماعية للمواطنين بالنيجر .
و قد حدث الانقلاب بعد فشل الرئيس المخلوع في تحقيق عدالة اجتماعية ، و عجزه التام عن حماية مصالح البلاد و الدفاع عنها امام الامبريالية الفرنسية التي تحكم الاقتصاد و السياسة في البلاد .
و قد تبنى الجيش مؤخرا مرحلة انتقالية من ثلاث سنوات للتمهيد لاصلاح سياسي ديمقراطي شامل بالبلاد ، في حين تضغط الجمهورية الخامسة لإعادة الحكم المدني دفاعا عن مصالحها الحيوية بالنيجر.
و تعد النيجر اكبر مورد لمادة اليورانيوم للمفاعلات النووية الفرنسية بمدينة تولوز وغيرها ، والتي تتحكم في السيولة النقدية للبلاد وتمارس ابشع صور الاستغلال الاقتصادي مما ترتب عنه فقر و فساد على جميع المستويات .
و قد اجتمع مطلع هذا الاسبوع قادة الاكواس لثني القادة العسكريين عن الانقلاب مهددين بتدخل عسكري بحكم عضوية النيجر في هذا التكتل .
و ينتظر في الايام القادمة اتضاح الصورة بهذا القطر الفقير من دول جنوب الصحراء ، و من الممكن ، ان نجح هذا الانقلاب في ترسيخ قاعدة ديمقراطية و مساواة اجتماعية ، ان تحدث انقلابات جديدة في بلدان عدة بالقارة السمراء ، خاصة بعد المشاكل العويصة في الغذاء و الشغل و الهجرة التي سببتها الفوضى و الفساد و الاستغلال.
و تسعى الحكومات الافريقية الى الاستثمار في الراسمال البشري الافريقي و العمل على مقدرات البلدان الافريقية و منها النيجر لتحقيق الرفاهية عوض ركوب قوارب الموت الى الضفة الشمالية.
و من جانب اخر، باتت القارة السمراء اليوم في مفترق طرق حاسم، و شرعت في التخلص من الفساد و اذرعه و من الاستغلال و مصادره رغبة في اقلاع اقتصادي و تنويع الشركاء داخل القارة و خارجها على مبدا رابح رابح.