تحديات العالم : التغيرات الطبيعية ، الأوبئة والحروب … الجزء 3

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … وضمن هذا الهاجس القوي والتخوف من استمرار التقلبات المناخية وتطور حالاتها وخطورة الكوارث الناتجة عنها ، فقد أجمعت الدراسات على مدى خطورة قضية التغيرات المناخية التي يشهدها العالم على كافة الكائنات الحية وعلى الغلاف الجوي وطبقة الأوزون بشكل عام والتي زادت من ظاهرة الاحتباس الحراري وتركز الغازات الدفيئة بالجو مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات المضرة والملوثة للبيئة. أجمعوا أيضاً أن هذه الظاهرة برزت بصورة أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة حيث إن العالم كان يشهد مناخاً متقلباً بمعنى أن هناك دول كان يوجد بها أعاصير وبنفس الوقت دول أخرى نعانى من ارتفاع درجات الحرارة ودول يحدث بها سيول ودول أخرى تعاني من الجفاف أي أن المناخ مؤشراته أصبحت غير مستقرة ما يحدث في دول يحدث نقيضه في دولة أخرى كما أنه يوجد مؤشرات كبيرة لحدوث كوارث طبيعية مثل الفيضانات بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وأعاصير وجفاف وتصحر وغيرها من الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة الإنسان على الكرة الأرضية. كما أجمعت هذه الدراسات أن المتسبب الأول في حدوث هذه التغيرات هو الإنسان وذلك من خلال الأنشطة البشرية الخاطئة من قطع للغابات والأشجار إلى الاستغلال السيء للأرض وكافة الكائنات البحرية مما يهدد إلى انقراض هذه الكائنات ونقص الغذاء نتيجة إهلاك الأرض وهذا لا ينفى أن هناك أيضاً أسباب طبيعية أدت إلى تغير المناخ كتقلبية المناخ وغيرها من الظواهر الكونية الطبيعية التي أثرت بشكل مباشر على التغيرات المناخية. كما أجمعوا على أن هذه الظاهرة هي ظاهرة طويلة الأجل وتؤثر على حقوق الأجيال القادمة وتؤثر بشكل مباشر على البيئة المحيطة بهم.

مما جعل قضية التغير المناخي من اهم القضايا المطروحة على الساحة العالمية وذلك لما لها من تداعيات سلبية على البشر بصفة عامة وعلى الدول بصفة خاصة فيما يتعلق بالتدهور الاقتصادي والسياسي لدولة ما وانخفاض العمالة لما يسببه المناخ من قتل الالاف الأشخاص كل عام مما يهدد من كيان الدول واستقرارها، وتكمن أهمية الموضوع لدى الباحثتين في معرفة ماهية التغيرات المناخية وما أسباب حدوثها وهل ما يتم تداوله بين وسائل الاخبار حقيقة لرؤيتهم انها نظرية مؤامرة تقوم بها الدول الكبرى للسيطرة على منطقة القطب الشمالي وذلك للسيطرة على الموارد الطبيعية التي تشكل نسبة كبيرة من مصادر الطاقة ام انها تحدث لأسباب طبيعية يستلزم حقاً دق جرس الإنذار لتتكاثف الجهود وتتعاون الدول فيما بينها من خلال الاتفاقيات والتكتلات التي كان السبق لها من جانب منظمة الأمم المتحدة، وعلى العموم فلا بد من التفكير بطريقة جادة في كيفية معالجة تداعيات هذه الازمة خاصة بعد بروز دراسات عديدة تؤكد ان معظم الكائنات الحية في الكرة الأرضية ستنقرض مما يهدد أمن البشرية بأكمله.

وتفاديا للمزيد من السلبيات التي سببتها التغيرات المناخية والعمل على حصرها وتجاوزها بصفة رسمية فقد تمت اضافة مفهوم جديد وهو الدبلوماسية المناخية ، إلا انه تم استحداثه لمواجهة اثار التغيرات المناخية و ذلك ما قامت به في البداية دول الخليج العربي عن طريق ارسال مبعوث لهم في الدول الأخرى ، يتميز بتخصصه الفريد في الشئون المناخية من خلال إقامة شراكات طويلة الاجل وتعزيز العلاقات بين الدول وإقامة صناديق ومشروعات، بحيث بادرت السعودية بذلك عن طريق تعيين وزير الدولة للشئون الخارجية كمبعوث خاص بشئون المناخ و تلتها في ذلك الامارات عن طريق تعيين وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مبعوثاً خاصاً بشئون المناخ، كما ان مصر استقبلت كافة رؤساء دول العالم لمناقشة قضية المناخ في مؤتمر COP27 مما زاد أهمية كبرى لهذا المفهوم … وللحديث بقية .

Leave A Reply

Your email address will not be published.