الجزائر معرضة للانقلاب في أي لحظة .. الجزء 1

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … الجزائر معرضة للانقلاب في أي لحظة بسبب السياسة الفاشلة التي ينهجها الكابرانات في تسيير البلاد والتي ادت إلى خلق المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها بلادهم ، وبدلا من أن تكون نموذجا بناءََ للديمقرادية وبناءِ اقتصادٍ قوي يحتدى به على قاعدة الثروات الهائلة التي تزخر بها أرضها، شريطة استغلالها بطرق صحيحة تتماشى مع مؤهلاتها الطبيعية وتطلعات شعبها ، مثلما قامت به دولة قطر وعدد كبير من الدول العربية والإفريقية الأخرى كدولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وإثيوبيا والصومال … لكن جارتنا اختارت طريق سوء تدبير هذه الخيرات وتبذيرها فيما لا يعود عليها بالنفع لتسقط دون غيرها من الدول التي قد تكون أقل منها تأهلا لتجاوز كل السلبيات التي تجني ثمارها من ذلك وكل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية التي تعرفها ، لتسقط في كم هائل من العقبات والمصاعب والمشاكل الناتجة عن ذلك كالركود والفقر والبطالة والتشرد والهجرة غير الشرعية نحو أوروبا ، كل هذا بسبب عدة تفاصيل ترجع إلى النظام شبه المدني الذي يحكم بنفس الطريقة منذ استقلال الجزائر و يتحكم فيه الجيش بصورة غير مباشرة ، هذا العسكر الذي يفتقر إلى أدنى أبجديات التسيير ويبسط سلطته على البلاد ويشدد قبضته الحديدية على زمام الانضباط وعلى كل المؤسسات الحكومية بما فيها رئيس الدولة الحالي وضبط النظام والاستقرار السياسي ، بالإضافة إلى اعتماد القبلية والمناطقية ، مما يجعل النظام الجزائري يتخبط في تركيبة معقدة لم تسمح للشعب الجزائري بالمشاركة في إنتاج قيادات وطنية تؤمن بالتحرر ، بالديمقراطية وحق الشعب في تقرير مصيره وحقه في التعبير عن مطالبه وتحقيق آماله وتوزيع عادل لثروات البلاد واستثمارها في التنمية والصحة والتربية وكل المجالات الأخرى التي تعود عليها بالنفع والتي تخدم مصالحها وتساهم في تطوير البلاد والسير بها نحو غد أفضل مشرق وبناء .

لكن يبدو أن رغبة النظام الجزائري تسير في اتجاه معاكس لما سارت فيه بعض الدول الافريقية حديثة التطور ، بعد ما عانته من تخلف كرسته عليها الدول الاستعمارية لمدة طويلة كالطوغو ورواندا مثلا ، هذان البلدان اللذان أظهرا رغبة كبيرة في التغيير من وضعها السيئ إلى وضع أحسن وأكدا على السير بخطى حثيثة في الطريق الصحيح المقرون بالتقدم والازدهار .

في الوقت الذي ظهر فيه فشل ذريع في استراتيجيات التنمية بالجزائر ، مما أدى إلى حصول فشل كبير في برامج واستراتيجيات التنمية وفشل صارخ في تحقيق الاستراتيجيات الأساسية ، منها الاجتماعية والاقتصادات المفتوحة … مما يشد الحبل بين الاطراف المتعددة التي لا تطيق بعضها البعض ، ويؤجج الصراع بينها حول السلطة ، ليبقى هاجس السلطة مسيطرا بقوة في غياب الثقة بين كل الأطراف وانعدام النية في التفكير في مصلحة البلاد والعباد دون تغليب المصلحة الخاصة والجشع الأمر الذي جعل الجزائر تعاني من عدم استقرار نظامها مزذوج القيادة بحيث يستفحل الخلاف أحيانا كثيرة بين النظام شبه المدني الذي يقوده الرئيس عبد المجيد تبون منذ 19 ديسمبر 2019  والذي بدت عليه علامات الضعف والخرف لقيامه بعدة خرجات وتصريحات لا تليق بمستوى رئيس دولة كالجزائر ، واستغلال الجيش ، الذي يقوده الجنيرال شنقريحة المتهالك صحيا وذهنيا  لهذا الوضع للتدخل في قرارات مصيرية للبلاد ناهيك عما تعيشه المؤسسة العسكرية الجزائرية من صراع للأجنحة أدى إلى اعتقالات للعديد من القيادات العسكرية واغتيالها داخل صفوفها المتنافرة ، مما جعل الحكم في الجزائر ذا رأسين مختلفتين ، ضاعت بينهما مصلحة الدولة الجزائرية وضاع منها الرشد والصلاح … وللحديث بقية .

Leave A Reply

Your email address will not be published.