الجزائر معرضة للانقلاب في أي لحظة .. الجزء 2
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … فالجزائر تبدو دولة عربية غنية ، عندما تنظر إليها من الخارج ، بحيث تجدها صاحبة واجب بمساعدة فلسطين وافريقيا وتحمي مصالح القارة السمراء من نفوذ الغرب وتؤمن التدخل العسكري في النيجر وتريد مجاراة كل من روسيا والصين في خلق علاقات اقتصادية مع هذين العملاقين ندا للند ، وفي نفس الوقت تتعامل تحت الطاولة مع أوروبا باستغلالها الحرب القائمة بين روسيا وأكرانيا في مسرحية ” الضحك على الدقون ” بحيث وعلى سبيل المثال لا الحصر ، حقق نظام الكابرانات ايرادات بنحو 21 مليار دولار من بيع البترول والغاز في هذه المناسبة ، وتناست أن روسيا هي التي بنت المدرسة التي تتابع فيها الجزائر الأبجديات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وكل “التحراميات” ، كما أن نظام الكابرانات يكون لنفسه هالة عظيمة على أسس هاوية ليكون بذلك فزاعة وصفها رئيسهم بالقوة الضاربة على المستوى الإقليمي بناء على اقتصاد وصفه بالصحيح الذي لا يضاهيه اقتصاد ، ووضع اجتماعي مستقر ، في حين أن النظر إلى حالة الجزائر الداخلية تصعب على كل متتبع لشؤونها الداخلية لتجد شعبها يفتقر لأدنى شروط العيش الكريم ، وعلى راسها الغذاء المفقود من الاسواق كالعدس والفاصوليا ، بالإضافة إلى طوابير الدقيق والزيت والحليب … والأكثر غرابة من ذلك أن الجزائر هي من الدول المتصدرة لإنتاج للغاز ، وتزود به عددا كبيرا من الدول كأوروبا ، ومع ذلك يجد الشعب الجزائري صعوبة في التزود ولو بأسطوانة غاز للطبخ وسد الرمق ، ليلتجئ إلى استعمال أدوات العصر الحجري كالخشب لطهي طعامه وتسخين الماء لقضاء حاجيات جسمه من النظافة ، في حين ان نظام الكابرانات يسلك عدة صور لتبذير المال العام وتبديده بطرق عشوائية ، يريد من خلالها شراء وضعيات أكبر من حجمه المقزم ، مثلما فعل بمليار ونص المليار دولار التي تصدق بها على منظمة “بريكس” قصد الانضمام إليها والدخول إليها من بابها الواسع ، ولكن للأسف لم يتسن له حتى الدخول من نوافذها أو الوقوف في طابور الانتظار مع دول أخرى ، وتم رفض طلبه لعدم توفر الشروط المبينة في دفتر التحملات ، بعبارة “ماشش عا جي أودخل لبريكس أحنيني” .
فيكفي الجزائر أن تكون قوة ضاربة في خلق الفتنة بين الشعوب والإجهاز على التلاحم والتعاون الذي امل المغاربيون تأسيسه لجمع الشمل وخلق قوة اقتصادية وسياسية قائمة الذات وذات سيادة وفارضة لوجودها ألا وهي منظمة المغرب العربي ، فأتت عليها ومسحت أثرها ، ليتبين مدى حقد الجزائر على كل كيان كيفما كان نوعه وشكله وهدفه ، وكيفما كان قريبا أو بعبدا لدرجة أن هذا النظام الظالم والغاشم لم يستثن من حقده أيا كان ولو كان شعبه ، فهو علامة شؤم على الجميع ، حيث قام بإضرام النيران في غابات شمال الجزائر عمدا وقصدا ، انتقاما من القبائليين ، وبتحريض مواطنيه على أشقائهم ، ونكران جميل المملكة المغربية فأتوا شيئا فريا وعضوا اليد الشريفة التي مدت إليهم ، وقاموا ليعمقوا الجرح بين الإخوة بصناعة جماعات إرهابية كالبوليساريو لطعن أشقائهم من الخلف دون موجب حق ، وتزويد العصابات والميليشيات والمرتزقة بالمال والعتاد وكل ما يلزم بما لا يصدقه العقل ، على حساب رفاهية الشعب الجزائري المسكين الذي يعيش في الويلات والازمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وضيق عليه الخناق ليبقى جاثما على واقعه المظلم والمؤسف محروما من كل إمكانيات العيش الكريم ، مما سيثير ثائرته يوما ليعبر عن سخطه وعدم رضاه ، وقد عبر أكثر من مرة عن ذلك ، ولكن كان يغلبه حياؤه وعدم رغبته في تخريب بلاده والقيام بأعمال يظن أنها ليست في مصلح البلاد والعباد ، إلا أنه سيأتي يوم ويبلغ فيه السيل الزبى ويقدم على الثأر من النظام العسكري الطاغية ، الذي يجتهد في خلق البلبلة وزرع الفتنة في المنطقة ، ولكن يبدو أن السحر سينقلب على الجزائر الأفعى الغادرة التي لا يؤتمن فيها ، وستموت بسمها ، لأنها عوض أن تجدد أواصر المحبة مع أشقائها الذين لم يبخلوا عليها يوما في تقديم يد المساعدة إليها ، عوض ذلك فضلوا السقوط في الهاوية وقاموا بزرع الشوك في الطريق الواصلة بينهم وبين إخوانخم وأشقائهم وجيرانهم ، وحضروا السم الذي سيتجرعونه يوما قريبا وغير بعيد ، ليصبحوا على ما فعلوا نادمين … وللحديث بقية.