ملحمة ملك وشعب تبهر العالم
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … في غياب تام للحكومة ومجلسي كل من البرلمان والمستشارين ، نحمد الله على تواجد جلالة الملك الراعي الرسمي والوحيد بعد الله ، لهذا البلد الامين ، الذي سبق ان أثرنا منذ ما يفوق السنة ، عدم جدوى الحكومة المبجلة التي لا تسير قطعا في توجهات ملك البلاد وتطلعاته وتطلعات شعبه ، الذي يثق تمام الثقة في قائد البلاد ويعقد آماله الكبيرة على جلالته لما لمسه فيه من حب صادق ورغبة حقيقية في السعي إلى تحسين اوضاعه الاجتماعية ووأوضاع البلاد الاقتصادية وغيرها ، من خلال مجهوداته الجبارة في يكرسها من ضمن مشاريعه التنموية الرائدة التي شملت جميع القطاعات باستراتيجيات وأهداف تصب في ذر الخير وتعميمه على البلاد والعباد .
في حين ان جلالته لبى نداء شعبه في تأهيل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للاضطلاع بشؤون البلاد بطريقة ديمقراطية للسير بالمغرب نحو التقدم والازدهار ، لكن للأسف نجد أن هذه المؤسسات تسير عكس تيار ما يرومه جلالته وشعبه ، بحيث نلاحظ ان هذه المؤسسات تقف في وجه سلاسة تسيير المشاريع التنموية التي تخدم الصالح العام وتحفز المواطنين على الإحساس بالطمأنينة تجاه هؤلاء المسؤولين وتعمق في نفسيتهم الشعور بالوطنية الحقيقية وأهمية المسؤولية التي يتحملها كل فرد على حدة ومن زاويته ومكانته في هذا المجتمع والتركيبة التي ينتمي إليها على أوسع نطاق بانتمائه لأسرته الصغيرة او الكبيرة المتمثلة في بلاده والغيرة عليها والمشاركة في عزها والدفاع عن مقدساتها ورموزها الماديين والمعنويين ، بحيث تمكن العالم ، دولا وشعوبا وأمما ، من الاطلاع على مدى ارتباط الشعب بالملك وارتباطه بأرض أجداده وتمسكه بالوحدة الترابية متجسدة في قضية الصحراء المغربية التي جعل جلالة الملك كل رؤاه واستراتيجياته وعلاقاته بالآخر ، سواء الدبلومسية أو الاقتصادية أو السياسية … عبرها ، وجعلها بمثابة جسر مثين تمر عبره كل الأسباب والاسس والمكونات لربط العلاقات مع أي كان من الدول والشعوب والأمم والهيآت والمؤسسات الدولية .
وقد ظهر ذلك في تجلياته الكبرى خلال إحدى ملحمات الملك والشعب التي أظهرة بصورة منقطعة النظير مدى تلاحم الشعب المغربي وارتباطه بالعرش العلوي المجيد ، وبالتراحم والتعاون بين جميع طبقات المجتمع المغربي ، حين هبوا لمساعدة إخوانهم المتضررين من أحداث زلزال الحوز الذي ضرب بقوة وسط المملكة وليس جنوبها ، كما عبر عن ذلك أحد الوزراء المغاربة بالخطإ ، ربما لجهله الكبير بجغرافية المغرب أو لأمر في نفسه ، مما أحدث جدلا كبيرا لدى الرأي العام الوطني والدولي ، وجعل الجيران والاعداء يتلقفون مثل هذه الأحداث للركوب عليها وتأويلها إلى ما لا لايخدم مصلحة بلادنا العزيزة ، بالإضافة إلى تماطل الحكومة المبجلة في مد الإعانات لمتضرري الزلزال المشؤوم ، في حين أن المواطنين المغاربة قاموا قومة رجل واحد للإسراع بإرسال قوافل المساعدات على وجه السرعة وإلى أبعد نقطة من مغربنا العميق وفي أعلى قمم جباله رغم وعورة مسالكها وصعوبة التنقل بها ، فلبوا نداء الوطن وقاموا بالواجب بتزويد إخوانهم المتضررين بكل ما يلزم من غذاء وأدوية وأغطية وأفرشة وخيم بشكل يفوق التصور جعل العالم ينبهر من شدة الارتباط والتعاون والحب الذي يكنه المغاربة لبعضهم البعض ، وخاصة في أوقات الشدة والحاجة .
وقد أعطى صاحب الجلالة أوامره السامية بتدخل السلطات المعنية إلى جانب المواطنين والمجتمع المدني بتأطير هذه الملحمة الإنسانية وتبنيها رسميا بجميع أنواع التدخلات ، ؛يث كان سباقا إلى التبرع بالمال الذي تلته تبرعات أخرى لا يستهان بها من طرف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، كما اعطى جلالته اوامره السامية بتدخل المؤسسة العسكرية بكل إمكانياتها في إنقاد ساكنة المناطق المنكوبة ومساعدتهم في محنتهم ، وامر جلالته بخلق صندوق وطني لمواجهة الكارثة لإعادة بناء البيوت والبنايات المهدمة من مؤسسات تعليمية ومستشفيات ومساجد ومراكز إدارية وطرق مسالك وقناطر وغيره لإعادة الامور إلى وضعها الطبيعي .
إلا أن هذه الظروف كانت سانحة لخلق بعض القلاقل التي أريد بها باطل من طرف اعداء المملكة الشريفة ، بحيث تم رصد العديد من الاشخاص المتسترين في صورة إعلاميين وصحافيين يمثلون منابر وقنوات اجنبية فرنسية وسويدية … وما خفي اعظم ، وهم يحاولون التقاط وتسجيل بعض الحالات والمواقف مع الأطفال القاصرين بالاماكن المتضررة بالزلزال بغية استعمالها في غير محلها واستغلالها لضرب صورة المغرب والمغاربة ، ناهيك عن تجار الازمات الذين ظهروا أثناء الكارثة للنصب على المواطنين ونهب المساعدات ىالموجهة للمنكوبين وتكديسها لإعادة الاتجار فيها ، دون إحساس بالذنب والمسؤولية ، مما توجب التدخل السريع لتنظيم عمليات الإعانة على يد السلطات المحلية وعناصر الجيش الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية الذين تدخلوا بكل روح المسؤولية والوطنية الصرفة والإحساس بالمسؤولية التي عبروا خلالها عن حبهم لوطنهم ولإخوانهم المغاربة المتضررين ليخففوا عنهم الضرر والمعاناة .
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية الشريفة قد قامت برفض العديد من طلبات تقديم المساعدة لمتضررين زلزال الحوز ، قامت بها ما يفوق السبعين دولة ، ومن بينها فرنسا والجزائر زغيرهما كثر ، مما خلق غلا في نفس الدول المرفوضة ، والتي كانت هناك عدة خلفيات وراء طلبها هذا ، مما جعل الدبلوماسية المغربية وعلى رأسها جلالة الملك ، يفطن للنوايا السيئة التي تخفيها هذه الجهات الحقودة التي كانت تريد استغلال هذه التدخلات التي تشبه طبقا شهيا مدسوسا بالسم القاتل كالتجسس وخلق البلبلة والفتنة وضرب المصالح المغربية و… مما جعل جلالة الملك لا يقبل إلا أربعة من الدول الصديقة التي توسم فيه الخير مثل ابريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات العربية المتحدة ، ليلقن درسا لكل من سولت له نفسه بإيذاء مملكتنا المغربية الشريفة الحصينة .
إنها ملحمة حقيقية لملك وشعب ، دون حكومة تستحق الذكر ، ملحمة كانت ولازالت وستبقى إلى الابد ، من أعظم وأرقى صور التضحية والإسراع في تلبية نداء الواجب الوطني والإنساني بكل وطنية صادقة ومسؤولية عالية يجسدها ملك مخلص لشعبه ومملكته ، وشعب يضحي بالغالي والنفيس من اجل بلده وملكه ومقدساته ورموزه ووحدته … ولا عاش من خان الوطن … وللحديث بقية .