ماكرون يسقط في ورطة وينتظر آخر أيام حكمه لفرنسا .. الجزء 1
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … يقول المثل المغربي الشائع ” اللي بغاها كلها يخليها كلها ” ويقول مثل آخر ” كبير الكرش تتفرݣع ليه ” وهذا ما حدث لرئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة إيمانويل ماكرون حين لم يقنع بما جاد عليه به إرث فرنسا الاستعمارية الذي انعمت به لما يفوق القرن من الزمن حين غزت بالقوة عددا من الدول وخاصة الإفريقية التي كرست عليها كل أساليب الاستعمار والتعذيب واستنزاف خيراتها وثرواتها العديدة والمتنوعة التي تزخر بها الأراضي الإفريقية ليستحوذ عليها النظام الفرنسي الغاشم بنسب غالبا ما تتجاوز 95 بالمائة ويترك لأصحاب الثروة الفتات في حدود 5 بالمائة فقط أو أقل بالإضافة إلى مستخرجات ومنتجات أخرى تبقى في طي الكتمان تستفيد منها فرنسا العديد من المجالات الصناعية والاقتصادية والعلمية العسكرية وغير ذلك مما يدر عليها أرباحا طائلة ويرفه عن شعبها ويساعده على تحسين وضعه الاجتماعي وغير ذلك ، على حساب الشعوب الإفريقية المسلوبة التي تبقى حبيسة الفقر والحاجة الماسة إلى ادنى وسائل العيش الكريم ، حيث يكرس عليهم النظام الاستعماري الفرنسي كل اوجه القمع بواسطة حكام محليين يقوم المستعمر بفرضهم عليهم ليبقوا خانعين لهم طائعين لتعليماتهم الفارضة للتبعية العمياء لسلطتهم .
لكن الايام الاخيرة جرت الرياح بما لا تشتهيه سياسة الدولة الفرنسية الاستعمارية ، فكانت المفاجاة ان انقلب السحر على الفرنسيين باستيقاظ وعي الأفارقة في عدد من الدول التي عبر ومسؤولوها وشعبها عن رفضهم للاستغلال الفاحش لثروات بلدانهم الإفريقية ، ليقفوا في وجه مواقف وتطلعات الجمهورية الفرنسية الخامسة التي يقودها الرئيس الصبي إيمانويل ماكرون ، رافضين الركوع لأوامره التعسفية وأفكاره الاستعمارية مثلما حدث بالنيجر ، وسد كل الطرق التي كانت فرنسا تستعملها خلسة وعلانية في استغلال ثرواتها مثل اليورانيوم الذي كان مصدر طاقتها بمفاعلاتها النووية الستة بنسبة 80 بالمائة والذي تستعمله كمصدر للطاقة الكهربائية التي تزود بها ما يفوق 90 بالمائة من مشاريعها الصناعية والانتاجية والسكنية والإدارية وبناياتها التحتية المختلفة ، في الوقت الذي يخيم فيه الظلام على جل بلاد النيجر ولا يستفيد من الكهرباء إلا عدد قليل من مناطق النيجر الممثلة في 10 بالمائة فقط من البلاد ، والامثلة كثيرة ومتنوعة ، مما يوضح بشاعة النظام الاستعماري الفرنسي الذي لا يعرف معنى أو طيقا للتعامل بالند للند ، مما أثار حمية دول كثيرة قامت تطالب باتباع نفس النهج الذي سارت عليه دولة النيجر لتقطع الطريق على الابتزاز الفرنسي للدول الإفريقية واسترجاع حريتها واستقلالها الحقيقي عن كل من يستغلها ويسلب خيراتها بطرق استعمارية .
وفي ظل هذه الاجواء المكهربة والاصوات الإفريقية القوية الرافضة للعلاقات الفرنسية الاستعمارية ، والتي لم تتقبلها فرنسا ، نظرا لما سينتج عنها من ضرر كبير سيظهر على جميع الاصعدة وفي كل الميادين بالنسبة لفرنسا ، وما سينتج عنه من كساد كبير لم يكن في حسبان الشعب والساسة والمسؤولين ورجال المال والاعمال الفرنسيين ، فإن صدمة النظام الفرنسي وعلى راسه إيمانويل ماكرون كانت قوية ولم يتحملوها قطعا ، مما دفعهم إلى سلك طرق النصب و الاحتيال كعادتهم مستغلين بعض الفرص للعودة إلى إفريقيا من النافذة بعد خروجهم من الباب المفتوح على مصراعيه ، حين قاموا بطرق باب المملكة المغربية ، بذريعة تقديم يد المساعدة أثناء حدوث كارثة زلزال الحوز الذي ضرب وسط المغرب بقوة 7 درجات مدمرا البنايات المختلفة ومخلفا عددا من القتلى والمنكوبين … وللحديث بقية.