ماكرون يسقط في ورطة وينتظر آخر أيام حكمه لفرنسا .. الجزء 2

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … إلا أن المغرب اكتفى بأربع دول فقط شقيقة وصديقة وهي قطر والإمارات وبريطانيا وإسبانيا لتقوم بواجب المساعدة ومد يد المعونة للمملكة ، خاصة وأن المواطنين المغاربة هبوا كرجل واحد من شمال المملكة وشرقها وغربها وصحرائها لنصرة إخوانهم المنكوبين ومدهم بكل أنواع المساعدات من طعام وشراب ولباس وأفرشة وخيام في وقت قياسي و ملحمة رائعة تجسد الكرم والحب والوفاء والوطنية الحقيقية والإنسانية التي يتصف بها الشعب المغربي والشهامة المنبثقة من قيمه الرفيعة وأخلاقه العالية ومعتقداته الضاربة في التاريخ واعتزازه بمغربيته ورموزه ، ليعطي بذلك درسا رائعا وصورة راقية في التعاون والتضامن والتآزر ، انبهرت منها شعوب العالم وأممه .

وقد كان لرفض المغرب للمساعدات الفرنسية المدسوسة بالسم ، كوقع الصاعقة على رأس الجمهورية الفرنسية ورئيسها الثعلب ، وأحدثت في حلقه غصة لم يستوعب درسها إلى حد الآن ، فثارت ثائرته ولم يصدق ما حل به ، حين علم أن المملكة المغربية قد جعلت كيده في نحره وجعلته يعرف قدره وخلقت منه أضحوكة أمام العالم ، ليعرف أن المملكة المغربية الشريفة لا تستجدي المساعدة من الأيدي الوسخة ولا تهتم بالنوايا السيئة أو تبالي بالمستهترين الذين يبحثون عن المناسبات التي يحاولون استغلالها للي ذراعها أو التنقيص من مقامها وقيمتها ، لأنها تؤمن بأن الشر لا يحيق إلا باهله ، بحيث إلى جانب كل هذا الموقف المحرج للرئيس الفرنسي ، بدأت تتوالى تبعات أعماله الخسيسة والخبيثة والتي بدأ يجني أشواكها ليطعن نفسه بخنجره المسموم ، حين أقدمت المعارضة الفرنسية وغيرها على التعبير عن رفضها لسلوك ماكرون مع المغرب معبرة عن رغبتها في إعادة ربط العلاقات مع المملكة الشريفة وتعزيزها ، مؤكدة أنها لا يمكن أن ترى علاقة متوسطية بدون المغرب والتأكيد على أن الاخير هو شريك استراتيجي تاريخي ومستقبلي لا يمكن التفريط فيه أبدا … مما يجعل ماكرون يسقط في ورطة كبيرة وينتظر آخر أيام حكمه لفرنسا اموقفه العدائي مع المغرب ولتصرفاته الصبيانية .

ولهذا فعلى الجميع أن يعرف بأن المغرب حر في كيانه ، مستقل بذاته ومؤسساته ، شامخ في معاملاته وراق في علاقاته ، ولا يمكن احتواؤه  بمنظور العبودية الجديدة التي أصبحت بعض الدول تكرسها في الايام الأخيرة ، لأن للمغرب مواقف سيادية واضحة واستقلالية واقعية مكتسبة ، وخير دليل على ذلك أن المملكة المغربية الشريفة لا تتسول أو تستجدي جهة أو نظاما ما ، وتنبطح له من أجل أن يسدي لها جميلا أو يقضي لها مصلحة أو حاجة بالاستعطاف والذل ، مثلما فعلت العديد من الدول الخنوعة والمتمسكنة كالجزائر التي تتملق للدول والمنظمات وتدفع أموال مواطنيها الجزائريين وخيراتهم لجهات استغلالية معينة كي تسدي لها خدمة أو معروفا بطرق غير مشروعة والتحايل عليها بشتى الطرق لتحقق آمالها وأهدافها دون جدوى ، مثلما حدث لها مع البريكس ، ناهيك عما تدفعه للمنظمات الإرهابية من أموال خيالية تحرم المواطنين الجزائريين منها وهم في حاجة ماسة إليها لإصلاح أوضاعيهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية … فتذهب مهب الريح بسبب ما ينهجه النظام الجزائري الفاشل من سياسات مضللة ، عشوائية وفاسدة … وللحديث بقية .

Leave A Reply

Your email address will not be published.