غزة الجرح الدائم
جريدة النشرة : ذ. سعيد سيف السلام / ناشط جمعوي وحقوقي
هل هي محاولة لليمين المتطرف في امريكا وإسرائيل والغرب لوأد النضال الفلسطيني؟!بعد تكبيل أغلبية الدول العربية والاسلامية بالديون، واستغلال الهفوات في حقوق الإنسان، واستغلال الخلافات الحدودية، حسب رؤية كيسنجر واللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تدفع إلى افتعال الأزمات لكي لا ترتاح دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مخطط محبوك منذ السبعينات، بعد أن شق الملك فيصل عصا الطاعة واوقف تدفق النفط إلى الغرب، مقابل الاعتراف بالحق العربي في فلسطين، وأمام هذا التحدي لم يجد الغرب بقيادة أمريكا سوى الخضوع والمناورة،وبعد تصفية الملك فيصل، وتعويضه، وربط بيع النفط بالدولار بدأ التحكم.
من هنا تبدأ القصة، قصة تلمودية بقراءة صهيونية(هيكل سليمان، قبر يوسف، والحفريات تحت الأقصى، وكل شبر مر منه سيدنا موسى، في إطار كذبة تبنتها الطائفة الصهيونية التي لاتؤمن أصلا بل كان الهدف الكذب لجمع مستوطنين في أرض فلسطين(نسخة من سيناريو غزاة امريكا مع الهنود الحمر في أمريكا)..
الحلم الصهيوني فاق كل التوقعات أمام التطبيع الرسمي، والحصار الجائر على الأراضي الفلسطينية المحتلة بمباركة الغرب، والثلاثي المنافق(ألمانيا/فرنسا/والولايات المتحدة الأمريكية ،بعد أن سحبت البساط من انجلترا التي كانت السبب المباشر في مأساة فلسطين ووعد بلفور المشؤوم..فألمانيا متورطة في كذبة الهولوكوست وعليها أن تؤدي ماديا ومعنويا وأخلاقيا لكي تكفر عن هذا الذنب، فرنسا والتي تبكي مع الراعي وتأكل مع الذئب، فهي من زودت إسرائيل بمفاعل ديمونة وتمثل مع العرب دور الوديع وتوزع الكلام فقط للعرب لعلمها بأنهم عاطفيين بحكم سنواتها الاستعمارية في البلاد العربية والاسلامية، ولم تترك وراءها الا الخراب والبيروقراطية ونظام التبركيك والسخرة وطابور خامس مفرنس يدين بالولاء مقابل جنسية لا تساوي الحبر التي وقعت به، والولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الرسمي للاستنزاف العالمي حتى يبقى الدولار متحكما في العالم في غياب البديل الذي ظهرت معالمه مع مجموعة البريكس وروسيا..
لماذا غزة إذن؟
استفاق العالم مصدوما على خبر اجتياح فلسطيني لإسرائيل جوا برا وبحرا، والسؤال الذي يطرح بقوة، أين الجيش الذي لا يقهر؟أين الموساد الإسرائيلي وأنظمته المتطورة التي تعرف دبة النملة ؟كيف حصل الفلسطينيون على هذا الكم الهائل من الصواريخ في ظل الحصار؟ كيف تمكنت عناصر المقاومة الفلسطينية من التسرب إلى مناطق حكم الكيان الإسرائيلي دون أن يعلم هذا الاخير بالخبر ، وسط الاجهزة الراصدة المتطورة التي تتبجح بها إسرائيل إلى جانب الآليات العسكرية الاخرى المتطورة والمبهرة ؟
ربما هناك فخ؟هناك اتفاق؟او محاولة استدراج الفصائل الفلسطينية إلى حرب غير متكافئة،؟وتوريطها أمام الرأي الدولي وتحميل حماس المسؤولية السياسية والقانونية عما سيقع من تدمير للبنية التحتية وغزة وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن !!!!
انكشفت المؤامرة بسؤال جميع الصحفيين للسفراء الفلسطينيين، ويركزون السؤال :هل تدينون ماقامت به حماس من قتل للابرياء؟؟؟هذا السؤال كان في كل القنوات الفرنسية والانجلوساكسونية، ومن ذكاء السفراء أنهم ربطوا بين الإحتلال الإسرائيلي ،وأن الاحتلال هو السبب الحقيقي، وأن غزة هي سجن كبير ومفتوح منذ سنوات طويلة بمباركة وصمت المجتمع الدولي. .
غزة هي البداية والنهاية، غزة إذن مفتاح الحل الوحيد الذي يطرح بقوة، إما المقاومة لإظهار جبن الاسرائيلي الذي بدأ يغادر، وإظهار كذبة الصهيونية العالمية وعميدها هرتزل والمتجسد في نتنياهو المتورط في قضايا فساد ورشاوي والذي يحاول إرباك النظام ليبقى في سدة الحكم، ويعتبر نفسه المنقذ كسلفه ارييل شارون الذي انسحب صاغرا مهزوما من غزة، وكانت سببا في هزيمته السياسية، ومات شر ميتة.
الصهيونية تسعى بخرافتها وكذبتها ان تخلق حربا كونية لتساعد في خروج المسيخ المنقذ، وعليها أن تعتبر فلسطين دولة يهودية(نقية)لاوجود للحشرات والقوارض فيها(هذا توصيف لغير اليهود حسب الكتابات التلموذية )وبوجود ذلك سيحكمون العالم بعد الهرمدجون(الحرب العالمية الثالثة)…والغريب أن الدول المطبعة عليها أن تعي أن الحرب هي حرب دينية، فلا إسلام ولا مسيحية، ولا أخلاق…ولا أسرة…..وكل شبر مر منه يهودي فهو لليهود….فمصر مستهدفة، والسعودية وسوريا والعراق والأردن ولبنان ومصر وليبيا والمغرب…وهنا تظهر فطنة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في تدبير وصياغة البيان الصادر عن القصر الملكي، والذي كان متوازنا قويا يرجع الأمور إلى نصابها ويعلم أنهم يحاولون الضغط باقحام مشكل الصحراء المغربية وتوشيح زعيم صندلستان..
المغاربة عليهم قراءة التاريخ، ولاينخدعوا بالمواقف الباهتة لبعض الصحف الصفراء التي تضرب في فلسطين وفي توابث الأمة، ولتكون قصة الثلاثة، ونندم حين يؤكل الثور الأبيض…
ولنكن أهل رباط مصداقا للحديث النبوي الشريف(أهل بيت المقدس في رباط إلى أن تقوم الساعة )،وهم أجدادنا نحن المغاربة الذين دافعوا مع صلاح الدين الايوبي،أثناء الحروب الصليبية. ولازالت باب المغاربة شاهدا صامدا ، ماديا ومعنويا ، على هذه الفترة المشرقة لأجدادنا وامجادنا .