من انتفاضة أطفال الحجارة إلى طوفان الأقصى .. الجزء 2
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … والعجيب في الأمر أن عكس هذا السياق اتصف فيه الفلسطينيون بالصبر والتوكل على الله ، جاء في حق بني إسرائيل في القتال في سبيل الله مع طالوت وجالوت وتردد بني إسرائيل في القتال في سبيل الله مع طالوت وكيف ابتلاهم الله في مراحل مختلفة ، وفي كل مرة ينقضون مبادئهم ، إذ هم أحرص الناس على الحياة ، ولا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدار وكان حالهم التردد والجبن فكان مصيرهم الخسران أمام الفئة المؤمنة … فلم تكن لهم عبرة من ذلك بسبب تمردهم الدائم على القيم الإنسانية وطبعهم العدواني ، مما جعلهم يعلون علوا كبيرا ويستهزئون بالمشاعر الانسانية ويستمرون في سفك الدماء والاعتداء على الناس تماما مثلما حدث بالنسبة للشعب الفلسطيني الأعزل حين مارسوا عليه التنكيل فقتلوا اطفالهم وشيوخهم واغتصبوا نساءهم وسلبوهم ممتلكاتهم وحقوقهم ، فجاء الرد قويا ممن ظنوا انهم أقل منهم عددا وأضعف عتادا . فغلبة الفئة القليلة للفئة الكثيرة أمر يجريه الله تعالى إكراما للأولى وانتقاما للثانية ، ومعادلة النصر والغلبة للمؤمنين مرتبطة بمدى إيمانهم الحقيقي بالله ، والقاعدة القرآنية ” إن تنصروا الله ينصركم ” لابد ان تحقق بالابتعاد عن الخلل وعدم معصية الله تعالى ، وقد جاء نصر الله للمقاومة الفلسطينية رغم قلة عددها وعتادها لتلقن درسا في الصبر وقوة الإيمان لكل من تجبر وطغا ، حيث أبان الإسرائيليون عن ذلتهم وخوفهم وشتات أمرهم خلال عملية طوفان القدس حيث تفرقوا واشتد الخوف والفزع في صفوف جنودهم ومسؤوليهم الذين هرعوا لترك مناصبهم ومهامهم وفضلوا مغادرة البلاد ، ناهيك عن المواطنين الإسرائيليين الذين تفرقوا بين نادم على قبول فكرة الاستيطان بإسرائيل ورافض لمصداقية هذا الكيان المحتل والظالم … وعلى العموم فقد كان درسا قيما في الإيمان والأخلاق ليتذكر هؤلاء الطغاة القاعدة الإسلامية الإنسانية القائلة ” عامل كما تحب ان تعامل” خاصة وان ذلك ليس عليهم بجديد بحيث يكفي أن يتذكروا وضعهم ووضع أجدادهم في قضية الهلوكوست التي هي خير شاهد على معاناتهم والتي هم بصدد تكريسها على الفلسطينيين بكل جهالة ونكران للتاريخ والمواقف الإنسانية السمحة التي يوصينا بها الإسلام ، والعبرة لمن اعتبر … وللحديث بقية.