على خطى ناجي العلي مبدع حنظلة رسامون للكاريكاتير مغاربة يعرفون بالقضية الفلسطينية

0

جريدة النشرة : كمال الديان / طنجة

 

 

شكل الكاريكاتير كفن ساخر، أسلوبا قويا لمعالجة العديد من القضايا الانسانية على مر العصور ولعل القضية الفلسطينة وكفاح شعب فلسطين شكل مادة دسمة وقوية للعديد من الاعمال الفنية خصوصا تلك التي ارتبطت بالفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي مبدع شخصية حنظلة والذي اغتيل بلندن في ثمانينيات القرن الماضي على يد الموساد.
ناجي العلي الذي حلم بحنظلة في الكويت وولد هناك حيث أضحى أيقونة تحفظ للفنان الاب روحه وتمنعه من الانزلاق والتيه،حنظلة الطفل ذو العشر سنوات الذي لن يستدير نحو المشاهد حتى تتحرر الأرض المغتصب.


رسامون مغاربة ساروا على خطى الفنان ناجي العلي وأدلوا بدلوهم في هذه القضية الانسانية ليبدعوا أعمالا جمعت بين أساليب مختلفة لكنها توحدت في مشهد واحد رغم بشاعة المشاهد وهول الأحداث كل ذلك في مسعى واحد هو التعريف بمعاناة الفلسطينيين.

عبدالغني الدهدوه رسام كاريكاترمن طنجة اعتبر ان دورالكاريكاتير الصحافي يبرز بقوة خلال الأزمات والحروب بشكل أوضح باعتباره أداة تعبير تجمع بين النقد اللاذع والسخرية السياسية.
وأضاف الدهدوه أن الكاريكاتوريست الناجح هو من يعطي للقضايا الانسانية الأولوية على حساب نوازع أخرى قد تدخله في متاهات الانحياز السياسي او العرقي او الديني إلى غير ذلك من انواع التبعية التي من شأنها أن تضعف موقفه،على حد تعبيره .


محمد الخو رسام كاريكاتيروبأسلوب الكارتون حول العديد من صور الأطفال والرموز التي ظهرت خلال العدوان الأخير على غزة ،إلى أبطال يقاومون جيشا يستقوي على المدنيين ويستعرض عضلاته أمام العزل في وقت يلتزم العالم سياسية الصمت والكيل بمكيالين في قضية ذات حمولة انسانية كونية .

الخو اعتبر الفنان الراحل ناجي العلي ملهمه وقدوته في هذا المجال حيث اسهوت رسوماته الفنان المغربي للتعبير بأسلوب خاص .حيث كانت بداياته سنة 2007 كرسام صحفي ترتكز على القضية الفلسطينية ،فالخو يعتبر نفسه كفنان ملزم بتوجيه ريشته إلى التعريف بهذه القضية الإنسانية.
وفي سؤال عن جدوى انجاز الكاريكاتيرخصوصا في ارتباطه باحداث غزة الاخيرة عاد الدهدوه ليأكد أن رسام الكاريكاتير ينبغي له أن يشهر ريشته في وجه الظلم والحيف الذي يطال العزل في كل مكان..وختم نفس المتحدث قوله بأنه وفي حالة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأشد أنواع الظلم والاحتلال البغيض فإن الوقوف إلى جانب قضية هذا الشعب العادلة تعتبر أمرا أخلاقيا أولا وواجبا إنساني ثانيا. ولا ينحصر الأمر برسامي الكاريكاتير العرب فقط بل كل رسامي الكاريكاتير عبر العالم.


غير أن ما يحدث في غزة فات كل تعبير وكل نقد وأصبح فضيحة تسائل ضمير العالم كله لبشاعة الجريمة التي تمارس ضد شعب أعزل ومحتل على حد تعبير الدهدوه.
العوني الشعوبي بريشته اللاذعة والتهكمية التي تزاوج بين الرسم والخطاب الأدبي ،خطاب يصدم المتصفح الأعمال التي تتميز بأسلوب خاص ومتفرد في الخطاب الايقوني الظاهر والضمني الحامل لرسائل .

العوني وفي تصريح للنشرة ،اعتبر ان الرسام او فنان الكاريكاتير لا يجوز له البقاء على الحياد في قضايا انسانية، فبعيدا عن الانتماءات الأيديولوجية وانطلاقا من الحس الإنساني المشترك أمام الصور البشعة التي رصدتها كاميرات القنوات ورصدتها عدسات المصورين ميدانيا ،كان من البديهي ان يوجه الشعوبي ريشته إلى العدو الغاشم نصرة للمستضعفين وتعريفا بحقيقة القضية الفلسطينية.
عبدالله درقاوي رسام كاريكاتير من القنيطرة انخرط هو الاخر في هذا الشكل الفني التعبيري،فكانت أعماله تعبيرا يجمع بين تشخيص الألم والمعاناة، وبين قوة الرسالة التي تلامس كل مهتم بهذا الفن في زمن الحرب.


الدرقاوي أكد للنشرة أن محاولة تشويه صورة الفنان العربي من لدن جيش الاحتلال الإسرائيلي والغرب لم يكن وليد احداث حرب غزة الاخيرة ،فهو لايزال يتذكر اتهامه بمعاداة السامية عندما فازبجائزة “ناجي العلي” للكاريكاتير بلندن سنة 1993وبعد فوزه بالجائزة الأولى للموقع الإيراني “إيران كارتون” سنة 2007 وكلا الرسمين تطرق الى معاناة الفلسطينين أمام عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي،فاتهم بمعاداة السامية مما جعل رسوماته تنال شهرة عالمية نتيجة هذا الاتهام الروتيني على حد تعبير الدرقاوي.


عبداللطيف العيادي ابن وزان لم يدخر جهدا لمواكبة الأحداث والوقائع اليومية للحرب بقطاع غزة ،سجن كبير وسياج وخذلان من عالم ابتلع لسانه وصم آذانه وعصب عيونه،في صورة سريالية ترمز إلى عالم نرجسي
الكاريكاتير وبالرغم من ارتباطه بالسخرية والتهكم ونزعته نحو الفكاهة والضحك ،إلا أنه وأمام إيمان الفنان بقضايا معينة قد يتخذ منحى آخر ،ليصير وسيلة تضامن رمزية تعرف بقضية إنسانية كما هو الشأن مع غزة وفلسطين.

Leave A Reply

Your email address will not be published.