ماذا يحدث في هذه الأيام ؟… هل هو الوجه الجديد للمغرب؟

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

ماذا يحدث في الأيام الأخيرة ؟… هل هو الوجه الجديد للمغرب؟

يبدو أن نية الدولة في الإصلاح بدأت تلوح في الأفق القريب والبعيد ، وأول حسناتها هي اعتماد استقلالية منظومة القضاء وتطبيق القانون على العادي والبادي والمسؤول والمؤثر المالي والسياسي و… على حد سواء .

 

وماذا يحدث في الأيام الأخيرة ؟ … فهل عصابات المخدرات أصبحت فعلا تختطف المؤسسات الحيوية للدولة … من وزراء وبرلمانيين وأمنيين ورجال القضاء ورجال السلطة … بسبب الطمع والجشع وقلة الوعي بالمسؤولية ؟
هو سؤال غريب أصبح يطرح نفسه بقوة خصوصا بعد أن انفجرت الرمانة في قضية الوزير السابق والبرلماني مبديع ، الذي كادت أن توهب له لجنة التشريع بالبرلمان على صحن من ذهب ، ليزيد الخل على الخمير ، و حسب المثل القائل “لم يكفه الفيل فزادوه فيلة ” صاحب ألف فرس وفرس وعرس ألف ليلة وليلة الذي ازدرد خلاله المدعوون ما لذ وطاب من لحم الغزال وما خفي أعظم ، ثم بعد انفجار الرمانة الكبيرة التي كحشت عددا كبيرا من المسؤولين السياسيين والرياضيين والقضائيين والأمنيين واللائحة طويلة، فيما يتعلق بقضية “إسكوبار الصحراء” القضية التي حقق فيها المرحوم عبد الحق الخيام لتخرج نتائجها إلى أرض الواقع بتوريط العديد من المسؤولين القضائيين والامنيين وغير ذلك ،  ولا زالت الشباك تفاجؤنا بشخصيات لم تكن في الحسبان ، هي أيضا وضعت يدها في الشكوة ولم تبق أثرا للحليب والزبدة واللبن الذي استحوذ عليه زعطوط ، ومازال العاطي يعطي … بحيث تشقلبت الأوضاع لدى العديد من المسؤولين الذين تلفت بهم الوقت ، ليقوموا بما ليس لنا ولهم به عهد .
كما أننا بدأنا نلاحظ ظهور حالات اجتماعية مثيرة للجدل انفضح أمرها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي كالاتجار في الأعراض والاستهتار بالأخلاقيات والقيم وميوعة المواضيع الثقافية والغنائية والفنية والتربوية واستشراء الانحلال الخلقي والاتجار في المخدرات والسطو على ممتلكات المواطنين بغير موجب حق من طرف لوبيات العقار التي انتشرت بين عشية وضحاها كالفطر المسموم ، طفت على الوجه ظاهرة بيع العديد من العقارات بأثمنة بخسة لا يتصورها العقل ، ربما لاشتباه أصحابها الفاسدين وضلوعهم في عمليات فساد تزوير ونهب للمال العام ، و الذين يهدفون إلى مسح آثار جرائمهم المالية والجنسية و…و…و…
ومن بين هذه الطرائف المحزنة أن أحد المسؤولين بالداخلية وهو رجل سلطة بدرحة باشا بٱقليم تازة ، قد أقدم على عملية الانتحار من أعلى بيته ليصاب في إحدى فقرات عموده الفقري ويتم نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط حيث يتم علاجه .
كما أن رئيس دائرة بإقليم فكيك قدم استقالته من العمل ، بالإضافة أن القائد البقالي بالفوج 52 والذي كان يعمل بملحقة إدارية بالهراويين قد هاجر هو أيضا إلى الولايات المتحدة …
في حين أن قائدا بالقصر الكبير استفاد من التقاعد النسبي ويشتغل حاليا بالتعليم الخصوصي بمدينة طنجة بالإضافة إلى فتحه لمكتب للدراسات … وما خفي أعظم .

مما يجعلنا نتساءل حول ما أصبحنا نعيشه في السنوات الأخيرة من فساد مستشر في جل القطاعات إن لم نقل جميعها ، في زمن غاب فيه الضمير الحي والوطنية والإحساس بالمسؤولية ، والتساؤل حول مصير مجتمعنا وشبابنا وهم يتقلبون بين هذه المظاهر السيئة والحالات المخلة بالحياء وبالنظام العام على جميع الاصعدة ، فانقلبت الامور والموازين والأسس على عقبها ،  مما أصبح فعلا يشكل خطورة على البلاد والعباد ، الامر الذي يوجب معه ، وبضرورة حتمية ، ولإنقاد ما يمكن إنقاده ، اللجوء إلى الضبط واستتباب الأمن الفعلي بالمزيد من تضييق الخناق على المتورطين والمشكوك في أمرهم ، والضرب على أيديهم للقطع مع الفساد وذويه وأهله والمطبعين معه من بعيد أو قريب ، خاصة وأن بلادنا قد دخلت في عهد جديد للاصلاح والانجازات الإقليمية والدولية ، وتواجه إكراهات تنموية عظيمة لابد لها أن تفوز برهاناتها الواعدة سواء الاقتصادية منها أو الرياضية أو الصناعية أو الدبلوماسية … سنتطرق إليها في موضوع قادم ، بكل تفصيل وإيضاح.

فلنكن في مستوى هذه الرهانات والتطلعات التي لا يمكن تحقيق نجاحها إلا بالعزم الكبير والعزيمة القوية والصبر والمثابرة وذوي النيات الحسنة … والحديث بقية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.