ألسنا مسؤولين او شركاء في الفساد المستشري في المجتمع بسبب مواقع التواصل الاجتماعي؟
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … لا يمكن لأي كان استثناء نفسه مما نحن فيه من وضع اجتماعي وأخلاقي مترد وفاضح ومؤد إلى الهاوية ، بل نحن شركاء في الفساد والفسق وكل ما يحدث بسبب مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت سلاحا مسموما يتعقب رقابنا ، نعم نحن شركاء بسكوتنا وغض الطرف عما يحدث بها وما تنفثه على نطاق واسع من سموم في بيوتنا واطفالنا وبناتنا وشبابنا ، وحتى في البالغين والكهول ، ويا للعجب ، نساء ورجالا ، فكلنا متواطئون مع هؤلاء الفاسدين والفاسقين في ارتكابهم لجرائمهم ضد كل شيء جميل وذي قيمة في المجتمع الذي يتعرض كل يوم ، بل كل ساعة ودقيقة ، إلى إهانات مقصودة وانتهاكات أخلاقية وتربوية وإنسانية واغتيال للمجتمع ، من استباحة للأعراض وضرب للعادات والتقاليد والتعاليم الإسلامية في عمقها عرض الحائط ، والدوس على المقدسات والرموز الوطنية وتقويض المكتسبات والاستعارة منها … فتفشت الميوعة وفسدت العلاقات وانتشرت الرذيلة وارتفع معدل الجريمة بشتى أنواعها ، وفي مقدمتها تجارة المخدرات والسرقة والبلطجة والنصب والاحتيال والاغتصاب والذعارة والمثلية و… دون اكتراث بالعواقب أو احترام للقانون و الأعراف والشرع .
إننا نعيش لحظة كساد اجتماعي لم يسبق له مثيل ولا كنا نرتقب حلوله بين أكناف مجتمع بني على اسس قوية وطدها بين ظهرانينا السلف الصالح من اجدادنا وآبائنا وملوكنا الأشاوس وعلماء أمتنا الكبار الذين تركوا لنا ثروة لا تقدر بثمن وإرثا رفيعا من الثقافة والعلم والمعاملات الضاربة في اعماق دين حنيف يجمع بين الروحانيات الخالصة والماديات الشريفة والنظيفة والعفيفة ، لكن دون أن نحسن التصرف بها والحفاظ عليها ، فقطعنا صلتنا بها وتركنا الساقطين من المجتمع يستبدون بهمم المواقف ويستعينون بالرويبضات وعديمي الضمير على نشر الفساد بين العباد وهدم كل ما فيه صلاح وإصلاح للبلاد ، فهان الوضع واختلط الحابل بالنابل ، لدرجة أنه لم تعد تميز بين الذهاب والإياب ولا السمو والحضيض ولا الحقيقة والكذب ولا العاقل والأحمق ولا الآدمي والحيوان ولا الذكر والأنثى … والنوع الآخر الذي فرض علينا من طرف المجتمعات الغربية دخيلا على عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا ، ليعمل على مسح هويتنا وإقبارها إلى غير عودة … فصرنا لهذا الزمن اللعين عبيدا بلا قيمة او كرامة ، نهان شر إهانة وخوفنا على أنفسنا أصبح مرتبطا بخوفنا على مصير البلاد والعباد والرموز والمقدسات والمكتسبات … والله المستعان … والله يلطف بنا … وللحديث بقية.