قصيدة : لرحيلك أخي أقفُ باكياً…

0

جريدة النشرة : عبد اللطيف رعري / مونتبوليي بفرنسا

 

 مرثية لعلها تجبرُ الخاطر..
 الفقيد محمد رعري
 الموت شلال لا يهدأ
****************
 باردٌ كنُدْفَةِ ثَلْجٍ
 خَلُصَ الحوارُ، وانْتَهتِ الحَرَكةُ…
 ما عادتكَ ملقىً على ظهرِ النهايَةِ
ما عادتكَ الامتثالَ لصخبِ الفاجعَةِ
 تعدُّ من حملوكَ لمنصَّةِ الوداعِ
 تعدُّ نُجيماتٍ هلَّت عليكَ منَ السَّماء
 لمْ نكنْ كثرٌ …
 أنا منْ حَمَلكَ لِعَيْنِ تعشَقُكَ
 شَلاَّلَ دمْعٍ …
 أنا منْ حملكَ لقلبٍ ينبضُ لأجلكَ
 ضَيَّاءَ شَمْعٍ…
 وحدي أبتسمُ لإبتسامتكَ
وَحْدِي حِينَ قبَّلتُ جَبِينِكَ أهْدَيْتنِي
 ِبسخاءٍ كتابَ حياتكَ…
 كِتَابَ دمُوعكَ..
 كتابَ أصل الكونِ…
 وَحْدِي حِينَ تقَرْفَصتُ
سمعتكَ تُنادِينِي بكلِّ الأسماءِ..
كنتَ تلعنُ الصَّمتَ في صمتهِ
 بينما أبي يبحثُ في صندوقٍ
 عن آخرِ الرسالةِ
 كانتْ يداكَ ممدُودَة لطُيورِ الجنَّة
 كنتَ تَعُدُّ قطَرَاتَ المَطَرِ
 وهْجُكَ قنْدِيلاً لعَتْمَةِ الطّريقِ
 تمشي منتشياً كطفلٍ يحملُ لأمِّهِ خبرَ سعيداً… رغمَ خجلكَ رأيتك َترقصُ
 وتدندنُ أخرَ أغنياتكَ…
. الكأسُ في يديكَ عسلٌ…
 وعيناك تسأل عنْ فَقْدٍ ثمينٍ
 مزهو بالبياضِ لمَّا وتاكَ …
 الارضُ لك ….
 السّماء لك…
 قل لي: منْ علَّمكَ الخطْوَ وسطَ العذارى ؟
 منْ أطلعكَ على طقوسِ الأرواحِ النَّبِيِّةِ ؟
 منْ وشَّحَ صدْرَكَ بالرَّيحَانِ
 ومدَّكَ عِصْمَةَ المَيَالِ…
 عند رأسك أتلو عشق الوطن
 وآلافُ الملائكة كورالات لدهشةِ الموتِ
جنَّة..
جنَّة..
 أرشُّ جَنباتكَ بنبيذِ الشَّهواتِ ….
 كُنتُ والأذْكَار…
 كُنتُ أقلبُ دِيوانَ الأسْفارِ…
 أنْهشُ الترابَ والأحْجارَ…
 مُلقىً على ظهرِ النهايةِ
 لا تُجادلْ …
كنتَ تُسافرْ …
 كنتَ مُغادرْ…
لن تعودَ لكِنَّنا قادمُون….
Leave A Reply

Your email address will not be published.