جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
عرفت منطقة تيط مليل في الشهور الاخيرة عدة عمليات سرقة بالنشل وقطع الطريق والتهديد بالسلاح الابيض ، الامر الذي جعل المواطنين يستنكرون الوضع الامني بهذه المنطقة ويصفونه بالمزري ، حيث أصبحت معه مواقف تهديد حياة الناس تتكاثر وتجعل ممتلكاتهم المنقولة كالهواتف الجوالة والحقائب الشخصية وغيرها تتعرض إلى السرقة في كل وقت وحين من طرف أشخاص غرباء عن المنطقة وآخرين مجاورين لها ، وذلك بصورة متكررة بسبب نقص التغطية الأمنية التي تعرفها والذي هو راجع ربما إلى الخصاص الحاصل في العناصر البشرية الامنية واللوجستيك الذي لم يعد كافيا لتغطية المنطقة أمنيا ولا يساير التوسع العمراني الذي تشهده والكثافة السكانية التي تعرفها في السنوات الاخيرة ، مما يحدث معه بعض الانفلاتات الأمنية التي تؤثر على السير العادي لحياة المواطنين وتخلق لديهم شيئا من الرهبة والخوف وعدم الاطمئنان .
وهذا لا ينفي المجهودات الكبيرة التي يقوم بها بعض الأمنيين ، خاصة بفرقة الدراجين ، بمدينة تيط مليل ، الذين يحاولون تغطيتها أمنيا وبشكل إيجابي وفعال ، حسب ما توفر لهم من وسائل وإمكانيات بسيطة ، بحيث تمكنوا خلال الأسبوع الأخير من توقيف العديد من العناصر المبحوث عنها والناشطة في مجال السرقة بالنشل واعتراض السبيل على متن دراجة نارية مسروقة هي أيضا ، اعترف أحد هؤلاء الجناة بالمنسوب إليه وأنه وصديقه تمكنا من سرقة هاتف نقال من منطقة الحلحال التابعة للدرك الملكي وحين دخلوا إلى المنطقة التابعة لامن تيط مليل ، تمكنت عناصر الدراجين من متابعتهما وتوقيفهما معا ، والتأكد بعد عملية التنقيط أن أحدهما مبحوث عنه في قضايا السرقة والاتجار في المخدرات ، كما تم توقيف 5 من الشباب الذين يتاجرون في المخدرات الصلبة الخطيرة وغيرها كحبوب الإكستازي وحبوب الهلوسة ، مما جعل حصيلة تدخلات الدراجين الأمنيين بتيط مليل هذا الأسبوع تؤتي ثمارها وتضع حدا لتمادي عناصر إجرامية تسببت في قض مضجع المواطنين وحولت المنطقة إلى بؤرة للسرقة والاتجار في المخدرات بكل أصنافها .
لهذا فمن الواجب التصدي لمثل هذه الظواهر الاجتماعية السلبية والخطيرة للحفاظ على أمن المواطنين وضمان أمن وسلامة ممتلكاتهم المنقولة وتنقلهم بكل أريحية وأمان ، وذلك بتعزيز الموارد البشرية الأمنية والإمكانيات اللازمة لذلك حتى يتمكن نساء الامن ورجاله من العمل في أجواء وظروف مناسبة لنوعية أعمالهم الشاقة والمتعبة ، وخاصة عناصر الدراجين الذين لا يمكن أن ننسى مخاطر تعرضهم لحوادث السير بدراجاتهم النارية أثناء مزاولتهم لعملهم وظروف الجو التي قد لا ترحم أحيانا كثيرة كالأمطار والرياح القوية وأشعة الشمس الحارقة ، سواء أثناء ملاحقتهم للجانحين والمبحوث عنهم والخارقين للقانون أو خلال دوريات الشرطة لتنظيم السير …
إن رجال الأمن هم الجنود الذين يسهرون على حمايتنا كل وقت ولحظة ، كما أنهم يسهرون على تنفيذ القانون والمراقبة والتدخل بكل امكانياتهم الجسدية والنفسية والتضحية المستمرة من أجل تحقيق العدالة.
ان مثل هؤلاء الذين يؤمنون ربوع المملكة ويعملون من اجل استتباب الأمن في هذا الوطن وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين ، يجب تكريمهم من حين لآخر اعترافا بمجهوداتهم الجبارة وتضحياتهم الكبيرة وتشجيعهم المستمر للقيام بأدوارهم الفعالة والهامة ، فهم يستحقون كل التقدير والشكر والاحترام .