تخليد الذكرى 68  لتأسيس الأمن الوطني

0

جريدة النشرة : د. محمد الزيات

 

 

يخلد رجال ونساء الأمن الوطني المزاولين والمتقاعدين الذكرى 68  لتأسيس الأمن الوطني التي تصادف  تاريخ  16 ماي من كل سنة بطنجة، وكان لجمعية الصداقة لمتقاعدي الأمن الوطني فرع طنجة عظيم الشرف  لتلبية الدعوة لحضور أطوار هذا الاحتفال.

وتأتي ذكرى تأسيس الأمن الوطني لتذكِّرنا بالجهود العظيمة التي بذلت لتأسيس هذا الجهاز الأمني الحيوي، والذي يعتبر عموداً أساسياً في حماية الوطن، وسلامة مواطنيه، ورعاياه، وممتلكاتهم، إن تاريخ تأسيس الأمن الوطني يمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ المملكة المغربية بعد الاستقلال، حيث بدأت رحلة بناء  هذا الجهاز مع المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، ووتتابعت هذه الرحلة  في استمرار البناء  والتطوير مع المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني  طيب الله  مثواه ، ومتابعة البناء والتطوير والاستكمال  لهذا الجهاز  في عهد جلالة الملك محمد السادس وفق رؤية جديدة، ومفهوم جديد للسلطة، الذي يعتمد عليه  الوطن، المملكة المغربية، والدول الأصدقاء، والدول الاشقاء في الاستفادة من خدماته في سبيل تحقيق الأمن والسلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي  للحفاظ على الاستقرار والأمان الدوليين.

إن تأسيس الأمن الوطني للملكة المغربية،  يعود إلى لحظات حرجة في تاريخ الدولة، حيث كانت هناك حاجة ملحة لتنظيم جهاز أمني، فعال يحمي البلاد من التحديات الداخلية والخارجية، بعد أن تخلص المغرب من قبضة الاستعمار  الإسباني في الشمال، والاستعمار الفرنسي في  باقي ربوع الوطن، وقد بنيت أسس هذا الجهاز على أسس قوية من الانضباط والتدريب المتخصصين، وكانت له دور كبير في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتعزيز التنمية الشاملة.

 

لا شك أن ذكرى الاحتفال بتأسيس الأمن الوطني، تخلد العديد من العبر والدروس التي يمكن استقاءها من مسيرة هذا الجهاز الحيوي، من بينها:  التضحية والإخلاص، فالأمن الوطني يُعتبر مدرسة للتضحية من أجل الوطن والإخلاص له، حيث  اعتاد منذ التأسيس أن يقدم  رجاله ونساءه أرواحهم من أجل حماية الوطن وسلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم.  التطور والتحديث المستمرين، لا شك أن تجربة الأمن الوطني بالمغرب  تعكس أهمية الاستمرار في التطوير والتحديث لمواكبة التطورات الأمنية  المختلفة، التي أصبحت حاليا تميز العصر من أعمال إرهابية، وجرائم عابرة للقارات، وتحديات متجددة، والتي تفرضها ضرورة الاعتماد المتبادل،  وما ينتج عنه من تبادل للمصالح بين الدول، وإلى جانب ذلك هناك التعاون والتنسيق، في هذا المجال  يُسلط تأسيس الأمن الوطني الضوء على أهمية التعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية لضمان فعالية العمل الأمني في اطار من الشفافية واحترام حقوق الإنسان  وحقوق الأقليات ، وهذا من شانه  يرفع من درجة  من درجة وضع الثقة في الجهاز ويعزز الشعور  لذى المواطن والمواطنة  والمقيم ، حيث يجب أن يتمتع الكل بالثقة في جهازهم الأمني ويشعرون بالأمان والحرية.

بالطبع، يواجه الأمن الوطني العديد من التحديات في الوقت الحاضر، من بينها التهديدات الإرهابية، وجرائم الإنترنت، والجريمة المنظمة، والجريمة العابرة للحدود والقارات،  لكن من خلال الاستفادة من التجارب السابقة  منذ التأسيس وتعزيز التعاون الدولي، أمكن للأمن الوطني مواجهة هذه التحديات بفعالية ونجاعة وحماية الوطن ومواطنيه، بل أن اشعاع الامن الوطني تجاوز حدود المغرب ليصبح منهجا يحتذى به  لذا بعض الدول  ذات الكعب العالي في  النظم الأمنية سواء منها العربية او الافريقية وأيضا العض منها اوربية.

ومن هذا المنطلق جاءت ضرورة اهتمام المديرية العامة للأمن الوطني بالموظفين والمتقاعدين على حد سواء، ومن ثم  يُعتبر اهتمام المديرية العامة للأمن الوطني بالموظفين الحاليين والمتقاعدين أمرًا بالغ الأهمية، فالموظفون هم عماد العمل في أي منظمة، وتحظى برعاية ودعم مديريتهم يسهم في رفع معنوياتهم وتعزيز أدائهم، ومن جانبهم، يستحق المتقاعدون اهتماماً خاصاَ نظراً لتقديمهم خدمات طويلة ومخلصة، وتوفير الرعاية والدعم لهم، يعكس الاعتراف بجهودهم ،ويعزز الروابط بينهم وبين المؤسسة، وتتضمن هذه الرعاية والاهتمام عدة جوانب، منها: التدريب والتطوير المستمر للمزاولين، تقديم الفرص للتعلم والتطور المهني للموظفين والمتقاعدين ليواكبوا التطورات في مجال الأمن الوطني، إلى جانب ذلك  الاهتمام بالرعاية الصحية  وتوفير برامج صحية شاملة للموظفين والمتقاعدين للحفاظ على صحتهم ورفاهيتهم، فضلا عن هذا وذاك  توفير الرعاية الاجتماعية، عبر تقديم الدعم الاجتماعي للموظفين والمتقاعدين على السواء، بما في ذلك إقامة مراكز للترفيه والتثقيف والرياضة.

في الختام، يُظهر الاحتفال بذكرى  تأسيس الأمن الوطني أهمية بناء أجهزة أمنية قوية وفعَّالة لحماية الوطن والمواطنين، وتعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي، إنها فرصة للاحتفال بالإنجازات واستعراض التحديات، والتفكير بشكل مستمر في كيفية تطوير العمل الأمني لمواكبة التحديات المستقبلية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.