المغرب الحديث..إلى أين في ظل انتشار المثلية والدعوة إلى العلاقات الرضائية …؟ الجزء الثاني
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … هذا الأمر الذي يؤكد نشاز ظاهرة المثلية والشذوذ الجنسي لدى المجتمع المغربي الذي يتلقى لها بقوة ورفض واضحين .
وهنا يمكن القول أن القوانين مهما كانت صرامتها في مجتمع محافظ مثل المغرب، فهي لن تحد من الاعتداءات، والأجدر أن نعترف بأن قيم المجتمعات المحافظة تتفوق على القوانين مهما كانت صرامتها وشدتها في حالة تعارضها مع أسسها الدينية والأخلاقية والثقافية ، كما انه لا يمكن قبول سلوك جنسي معين في الأماكن العامة والذي من شأنه أن يغضب الناس ويثير ثائرتهم ، لاسيما أن ما يطالب به المثليون مخالف للطبيعة البشرية ولطبيعة الخلق عموما، ومثير للاستفزاز والامتعاض المجتمعي، كما أنه سبب مباشر في العديد من مظاهر الإجرام التي أصبحت تصل الى مسامعنا من حين لآخر .
وقد أصبحنا نرى بين الفينة والأخرى تحديا واضحا لبعض الجهات المؤيدة للمثلية والشذوذ الجنسي وحالات مشابهة تعد في مجتمعنا من الفساد الاخلاقي ، والمتمثلة في مسؤولين سياسيين وجمعيات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية والمالية وغيرها ، تؤكد فيه على رغبتها في تشجيع هذه الظاهرة النشاز وغير الأخلاقية وتكريسها في ذواليب مجتمعنا لضرب عاداته وتقاليده وركائزه المبنية على أسس الدين الإسلامي الحنيف ، لمسح آثارها ونسف هويتنا وثقافتنا ومكتسباتنا المادية والمعنوية والدستورية والقانونية والحقوقية والسياسية …
وقد تعددت مظاهر إفشاء مثل هذه الثقافة الفاسدة ، ثقافة الشذوذ والعهر ، والتي لم تعد تمارس في الخفاء فقط ، بل أخذت حقها في الظهور أمام العلن بقوة كبيرة في عدة أماكن عامة وتظاهرات مبهرجة مثلما حدث بمدينة اكادير الشهور الأخيرة حين تم تتويج ملك المثليين في العالم بإقامة حفل أسطوري كبير في أكبر الساحات العمومية حضرته العديد من الشخصيات الوازنة الوطنية والدولية ، ظهر خلالها ملك المثليين هذا ممتطيا فرسا أصيلا ومحفوفا بعدد من الحراس والمرافقين وهو يقدم التحايا بكل أنفة وفخر واعتزاز للجمهور الغفير من المثليين ومناصريهم ، الذين حجوا إلى مكان التتويج في عدد لا يصدق ووجوههم تعتليها الفرحة العارمة بهذا الإنجاز التاريخي الذي لم تشهده بقعة من بقاع الدنيا ، بالإضافة إلى احداث أخرى تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تدون لحفلات الزواج المثلي وتوثق لممارسة العبث في أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا ومرتكزات مجتمعنا الذي اصبحت هويته مهددة بالطمس والزوال.
ونظرا لما تسببه هذه الآفة من مشاكل اجتماعية خطيرة نجدها ممقوتة ومرفوضة أكثر في المجتمعات العربية والإسلامية لأنها تخالف تعاليم الدين والفطرة الطبيعية الإنسانية ، ولا خلاف في حرمة الشذوذ الجنسي، سواء اللواط بين الذكور، أو السحاق بين الإناث، ومقدمات ذلك ،وقد ذم الله تعالى ذلك في كتابه الكريم وعاب على فعله، فقال تعالى: “ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون” وقال تعالى: أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون” وقد ذمه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: “لعن الله من عمل عمل قوم لوط..”
كما أنه لا خلاف بين الفقهاء في أن السحاق حرام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “السحاق زنى النساء بينهن” وقد عده ابن حجر من الكبائر…
وقد عبر النسيج المجتمعي بكل اطيافه ، أكثر من مرة ، عن إعراضه عن التطبيع مع هذه الظاهرة المشينة ورفضه لتقبلها واعتبارها حقا من حقوق الإنسان، لكونها مخالفة لتكوين المغاربة القيمي والأخلاقي والإنساني والبشري، فضلا عن القناعة القانونية والحقوقية، معتبرا أن دفاع بعض الحقوقيين عن المثلية بالمغرب أفضى إلى تمييع الفعل الحقوقي واستهجانه من لدن المغاربة.
إلا أن هؤلاء المعنيين بهذه الظواهر الشاذة يعيشون بيننا ونتقاسم معهم سمات وصفات عديدة ، غير أنهم يختلفون عنا في غرائزهم وميولهم الجنسية ، هم أقلية وإن كانت فيما مضى تتكاثر سرا ، فهي قد أصبحت في السنوات الأخيرة تتكاثر علانية ويتغنون بشعار الحريات الفردية تحت ألوان قوس قزح ، غير آبهين بالفطرة الانسانية السليمة التي فطر الله الانسان عليها ، مسخرين في ذلك حركات قوية داعمة للمثليين وكل ما تيسر لهم من نفوذ ومال وجاه ومختلف وسائل الإعلام ومؤسسات تعليمية وتربوية رسمية وأحزاب سياسية وهيئات حكومية ودبلوماسية ودول ومنتظمات دولية … في تنظيم حملات تبشير بالشذوذ الجنسي وإنجاحها وتكريس أهدافها وتفشي إيديولوجياتها في صفوف الأطفال والمراهقين من أجل التطبيع مع هذه الرذيلة التي تستقبحها النفوس وتمقتها وتشمئز من قذارتها الأذواق الرفيعة وترفضها العقول النيرة والسوية … وللحديث بقية