عرى الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية عن واقع الديمقراطية الحقيقي في العالم، وبات واضحا أنها تدار بمنطق القوة والجبروت، ولا علاقة لها بمطالب ومصالح الشعوب ولا حتى بقرارات واختيارات الأنظمة الجاثمة على صدورها. لن أصطف هنا إلى جانب أي من الطرفين. باعتبار أنني لا أملك الحقيقة الكاملة لما يجري ويدور بين الإخوة الأعداء أحفاد الراحل الاتحاد السوفياتي. تلك الحقيقة التي تمكنني من الكشف عن مكامن ومكنونات الظالم والمظلوم. باعتبار أن النيران الملتهبة وقودها مدنيين لا حول لهم ولا قوة، وعسكريين مرغمين على التناحر فيما بينهم. تحت طائلة العقاب الذي قد يصل إلى حد القتل رميا بالرصاص، من أجل تنفيذ أوامر من يقودونهم بواسطة أجهزة التحكم عن بعد. وخلف هؤلاء الضحايا قائدان ضغطا على زر التدمير. أحدهما مروض للدببة ومصارع مهووس بالجريمة ومتعطش للدماء. والثاني ممثل كوميدي بارع، يمتلك ذكاء عاطفيا مبهرا، يمكنه من تشتيت عقولنا وأدمغتنا. موظفا قدراته الهائلة في التشخيص وفبركة الحقائق والمشاهد. ويرى أنها الفرصة السانحة لتقديم أحسن تشخيص له في شريط سينمائي درامي، تشارك فيه البشرية جمعاء.
لن أعيد الحديث عن واقع (جبروت وتسلط القوي أمام الضعيف)، لأن النماذج كثيرة. هناك داخل الأراضي الفلسطينية، وهناك داخل سوريا واليمن والسودان وليبيا.. ودول أخرى إسلامية.. تعرضت شعوبها للقتل والتنكيل والتجويع والاستعباد.. واتهمت مقاومتها بالإرهاب والسطو و.. لكنني سأتحدث عن النظام العالمي وهيئاته ومجالسه المفروض أن يلعب رواد أدوار القضاة والحكام. وأن تتدخل من أجل تحقيق الإنصاف اللازم والدائم. سأتحدث عن مجلس الأمن. الذي يسوق رواده للديمقراطية. والكل يعلم أن الديمقراطية تذبح داخله بسكين كبيرة اسمها (الفيتو). والتي تمنح الحق لبعض الدول العظمى في نسف اختيارات وقرارات باقي الدول. تلك السكين التي أصبحت اليوم تهدد من وضعها وحدها، بعد أن استعملها واحد من الخمسة المحظوظين ضد البقية. شهرت روسيا حق الفيتو الذي ورثته عن والدها الاتحاد السوفياتي دونا عن باقي أخواتها. لأن الوالد ترك 14 ابنة أخرى. هاهي اليوم تغتصب شقيقتها أوكرانيا في منزلها وداخل مجلس الأمن، بعد أن حرمتها من الميراث. وبسلاح والديهما.
للأسف فإن الدول العظمى تشارك في أكبر مجزرة للديمقراطية، بتشكيل هيئة دولية، تفتي في شؤون الأوطان. وتصدر من خلالها قرارات دامية ودرامية، باعتماد حق ممنوح من طرفها. ولا يحق لهذه الدول أن تدعي الديمقراطية والحريات وغيرها من الشعارات التي لا تتجسد في سلوكات وتصرفات أنظمتها. ولا يحق لها أن تقدم النصائح إلى باقي الدول، ولا أن تأخذ القرارات بحق قضايا لا تخصها. لأنها ببساطة تغرد خارج سرب كل ما يمكنه أن يصلح الأوطان والشعوب. حان الوقت لوقف مسلسلها الهزلي الذي أبدعت وتبدع في إخراجه وتصويره، منذ أن خرجت منتصرة من جبهات الحرب العالمية الثانية. والذي شاركت وتشارك في تشخيص أدواره قادة باقي الدول المستضعفة. وأدت وتؤدي شعوب تلك الدول أدوار (الكومبارس)، كما أرغمت وترغم تلك الشعوب على صرف تكاليف الإنتاج من أراضيها وثرواتها ودماءها وعرقها. مرت سبعة وسبعين سنة على تأسيس هيئة الأمم المتحدة (1945)، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، من طرف خمسة دول وهي الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد السوفياتي، فرنسا، الصين، بريطانيا. هيئة شكلتها من 15 دولة،. ومنحت تلك الدول الخمسة لنفسها حق الفيتو،. فرضت وتفرض هذه الدول أمنها العالمي الخاص باعتماد حق (الفيتو). الذي يضعه ممثلوها بمجلس الأمن داخل جيوبهم. ويشهرونه في وجه الأغلبية، كلما أصدروا قرارا لا يروقهم، أو لا يخدم مصالحهم ومصالح الدول الموالية لهم. لا يهم مدى أهمية القرار ولا مدى أحقيته، ومشروعيته. فيكفي أن تتدخل أية دولة من الدول الخمسة الدائمة العضوية، وترفض القرار، لكي يتم إلغاؤه. أليس هذا منتهى الإجرام الديمقراطي ؟ ألا يمكن القول والتصريح والصراخ بأن هذه الدول العظمى (يا حسرة)، تذبح الديمقراطية داخل أكبر هيئة أمنية في العالم. وأنها تجهر بجرائمها وتتحدى باقي دول العالم. وتواظب يوميا على تقديم الدروس في الديمقراطية لأنظمة وشعوب العالم.
شعوب تئن تحت أنظمة تدار بأجهزة التحكم أجنبية
عندما ترغم الشعوب على تجفيف وتنظيف سفوح أهرامات دولها، بينما يقضي قادتها معظم أوقاتهم فوق قمم تلك الأهرامات يستجممون ويستحمون ويقضون حوائجهم البيولوجية، فكن متأكدا أن الهدف من التنظيف والتجفيف لا علاقة له بالتنمية والتطور، ولا حتى بالتمارين الرياضية من أجل صحة وسلامة الشعوب. وكن متأكدا أنه كلما علت الموجات ومجاري وزادت السيول والتعفنات في السفوح، وفاقت قدرات وطاقات الشعوب. وكلما تلوثت تلك السفوح وغرقت الشعوب، فاعلم أن القادة ينزفون بكل سوائلهم فوق القمم، وأن بعضهم أصيبوا بالإسهال وبللوا ملابسهم الداخلية والخارجية وأفرشتهم. وأن السبب ليس داء ولا وباء. وإنما (بلاء) من (شلة) العام سام والخالة فرنسا وشركائهما الأبديين داخل الأسرة الدولية الحاكمة (الأمم المتحدة)، والنافذين داخل مجلسها الأمني الذي يعتبر أكبر وأقوى هيئة يعهد لها اتخاذ وتنفيذ القرارات الهامة والمصيرية على الصعيد الدولي.
عندما تفاجأ تلك الشعوب بقادتها، وقد نزلت من تلك القمم والأبراج، وباتت تقضي معظم أوقاتها في تدبير البرامج والمخططات من أجل تمكين الشعوب بآليات تنظيف وتجفيف السفوح، فكن متأكدا من أن (الشلة) الدائمة في الأمم المتحدة هي التي وضعت تلك التدابير والمخططات، وربما هي من قامت بتمويل عمليات تنزيلها في السفوح. وطبعا فإن الشعوب لا تفاجأ إن طلب منها قادتها تغيير عتادها وملابسها، وحمل وارتداء عتاد وملابس جديدة وغريبة. قد لا تناسب عادات وتقاليد ثقافات وحتى بنيات تلك الشعوب.
وتمر السنون، لتدرك تلك الشعوب، أن ما قدم لها، ليست سوى برامج ومخططات واهية وواهمة، الهدف منها، إما إلهاء الأجيال، إلى حين التخلص منها بالتتابع التدريجي.أو النيل من ثقافة وتاريخ تلك الشعوب، وإخضاعها لعمليات تحويل ثقافية وعرقية ودينية. واعلم أن وراء هذا المخطط الجهنمي (شلة) العم سام والخالة فرنسا. وقراراتها الصادرة من داخل رفوف الأمم المتحدة ومجلس الجبابرة المتحدين.
عندما توجه قنوات الغزو الفضائي كاميراتها صوب تلك الشعوب، وتصب الهيئات والمنظمات العالمية تقاريرها وبياناتها على تجاوزات واختلالات مفترضة عن الحريات وحقوق الإنسان والمساواة والعنصرية والتطرف. فاعلم أنها رسائل موجهة لقادة تلك الشعوب وأنظمتها، ولا علاقة لها بمعاناتها. وأن الهدف منها ابتزاز الأنظمة واستنزاف ثروات الشعوب، ومن أجل إرغام القادة على التصويت لنزوات (الشلة). التي همها الوحيد الركوب على كل شيء بحرا وبرا وجوا. من أجل قضاء مصالحها المادية والمعنوية. ومن أجل ضمان استمرار قيادتها للعالم. واعلم أن كل الثورات التي تنساق وراء تلك الموجة الموظفة من طرفهم، لن تكون ثورات مجدية. وأن الإطاحة بالأنظمة السائدة من طرف الشعوب، لا يعني أن تلك الشعوب ستفرز أنظمة بديلة في مستوى تطلعاتها. وأن البدلاء سيكونون أكثر ولاء لواضعي تلك المخططات، وأكثر ضرر وعنفا اتجاه الشعوب. وأن .. وهذا هو الأهم، أن تلك الأنظمة ستكون أكثر سخاء وعطاء (للشلة)، وأنها ستغرف لها من ثروات الشعوب وستتغذى بدماءها وعرقها. عندما يطول العنف والصراع العرقي والقبلي والديني لعدة عقود، ويصير القتل والتنكيل
والتعذيب هوايات تمارس في كل لحظة وحين ..هنا وهناك في حق الشعوب. وتطول معه المفاوضات واللقاءات التي تنتهي بالتنديد والغضب والاستياء والإدانة والقلق. ويكتفي الإعلام بإحصاء القتلى والمنكوبين والمشردين واللاجئين، وفرز التأويلات المتفق عليها مسبقا. فاعلم أن تلك المواجهات مخطط لها مسبقا، وأن وراءها (الشلة)،بضغط من تجار السلاح، أو بهدف إضعاف بعض الأنظمة والتحكم في ثروات بلدانها. واعلم أن الدول العظمى غير المستفيدة من تلك النزاعات، تدبرت أمرها داخل مجلس (الشلة)، وحظيت بنفس (الكعكات)، في مناطق توتر أخرى. وأن الهدف من لقاءات مجلس الأنس والفيتو، هو تدبير تلك الصراعات والمواجهات وليس إنهاءها. كما أن إشعال فتيل الصراعات حول الحدود أو بسبب مواقف سياسية، هي سياسة معتمدة من أجل وقف نمو تلك الدول حضاريا وثقافيا، والتمكن من التحكم في أنظمتها ومساراتها. ويكفي أن هناك شعوب افريقية تقتات من العفن والتراب، وأطفال ونساء يموتون يوميا بسبب الجوع والأمراض والأوبئة، علما أنهم يعيشون فوق أراضي، بواطنها تحتوي على ثروات معدنية مختلفة من نفط وغاز وذهب و…ويكفي أن هناك شعوبا محرومة من حقوقها في التربية والتعليم والتكوين والإبداع، وممنوعة من حقها في الاستقلال وترسيم حدود بلدانها، لكي لا تفرز أجيالا يصعب التحكم فيها.
عندما تنتفض هذه (الشلة) بشكل مفاجئ وتعبئ عتادها وعدتها من أجل الإطاحة بعدة أنظمة باسم الحراك أو الربيع العربي، ضمنها أنظمة دول كانت قوية ووازنة (العراق، ليبيا، …) ، وتزرع الرعب في باقي الأنظمة العربية والإفريقية. وبالمقابل نجدها غير قادرة على مواجهة منظمات إرهابية، شكلت على أنقاض الأنظمة المطاح بها. ومن بقايا أذنابها. ونجدها تراوغ في تعاملها بالحزم والعزم اللازمين والسابقين. ونعلم أن تلك المنظمات لم تعد تشتغل كقطاع الطرق ولا كالقراصنة الذي لا سكن ولا موطن لهم. وإنما تمكنت من احتلال أراضي، وتدبيرها كما تدبر الأنظمة دولها… ونعلم أن منظمة (داعش)، تدير مصانع لإنتاج النفط وتسوقه. فاعلم أن تكل المنظمات الإرهابية لم تنزل من السماء، ولم تخرج من البحر أو من باطن الأرض، وإنما هناك أطراف من (الشلة) هي التي تكفلت بزرع بدراتها وغرس شتلاتها خلسة، وأنها هي التي تكفلت بسقيها وتغذيتها. لكي تضمن استمرار زعزعتها لتلك البلدان . وتضمن استغلالها لثرواتها. وتفرض هيبتها ومخططاتها. فكيف إذن يكمن تفسير قدرة (الشلة) على الإطاحة بنظام صدام حسين، وعدم قدرتها على الإطاحة بمنظمة (داعش) ؟؟ … وكيف يمكن تفسير قدرة منظمة مصنفة في خانة المنظمات الإرهابية، على إنتاج وتسويق النفط ؟؟ ومن هي تلك الدول التي تشتري النفط الداعشي ؟؟؟ … علما أن تسويق النفط معتمد من طرف منظمة الأوبيك بمعايير وشروط وبرامج لا يمكن تجاوزها، للحافظ على توازن الاقتصاد العالمي.
بالشرق الأوسط .. زراعة الفتن (المستوردة) التي لا تعرف للنوم سبيلا
قبل سنوات قليلة نشرت الصحيفة الأمريكية ( نيويورك تايمز)، خارطة جديدة للشرق الأوسط. بين فيها صاحب المقالة (روبن رايت)، كيف أن الصراعات القبلية والعرقية والطائفية والدينية، ستؤدي إلى إحداث عدة دويلات. وأبرز الصحفي أن خمس دول بالشرق الأوسط تعيش مخاضا عسيرا، سينتهي بولادة 14 دويلة فوق ترابها. وخص الصحفي المستبصر كل من السعودية، التي قال إنها ستنقسم إلى خمس دويلات. وهي : دويلة في الشمال، والثانية في الغرب وتشمل مكة والمدينة المنورة، ودويلة في الجنوب على الحدود مع اليمن، ودويلة في وسط البلاد سماها وهابستان وشملت العاصمة الرياض، والدويلة الخامسة هي الدمام الواقعة في الشرق وغالبيتها من الطائفة الشيعية. كما قسم سوريا إلى ثلاث دويلات، وهي : علويستان، وكردستان السورية، وسنيستان السورية. كما قسم ليبيا إلى ثلاث دويلات، حيث أعادتها إلى ما كانت عليه في العصر الروماني، وأعاد ظهور إقليم تريبوليتانيا الذي يضم العاصمة طرابلس والأقاليم المجاورة لها، و إقليم سيرينايكا الذي يشمل بنغازي والشرق الليبي، وإقليم فزان بالجنوب والجنوب الغربي للجماهيرية السابقة. وقسم أعاد اليمن إلى ما قبل الوحدة سنة 1990 ، وقسمها إلى يمن شمالية عاصمته صنعاء ويمن جنوبي عاصمته عدن. و قسم العراق إلى كردستان العراق وسنيستان العراق وشيعستان العراق.
وطبعا فهذا الصحفي لا يهدي. ومقالته لم تكن نتاج حلم. وأسماء تلك الدويلات، ليست كلمات أطلقها في الهواء من وحي خياله. بل إن معلوماته بناها على تحريات دقيقة وواقع لا شك أنه استقاه من داخل مطبخ صناع القرار العالمي، الذين يقتاتون من تلك الصراعات، ويؤمنون بمنطق (فرق تسود). ويجدون فيها ملاذهم للتدخل في شؤون تلك الدول، واستنزاف ثرواتها. وبناه على حصاد الربيع العربي، الذي لم يترك خلفه سوى الدمار والخراب والحروب الأهلية واللاستقرار. وترقب الشعوب ما تفرزه المفاوضات والمبادرات التي تنسج خارج بلدانها.. وطبعا فهذا الصحفي يدرك جيدا أن صناع القرار العالمي ومهندسي تلك الخارطة، هم من يدفعون في اتجاه هذا التشكيل الجديد الذي تعثر بسوريا. لأن واضعي الخارطة، لم يشركوا باقي قوى العالم، وخصوصا روسيا والصين وكوريا الشمالية و… تلك القوى العالمية التي أصبحت الآن أشد قلقا وخطورة. وباتت تهدد بتدمير العالم كله.
مجموعة من الدول زلزلت أنظمتها وكسرت، وأعدت ثرواتها كوجبات طازجة، وضعت على طبق من ذهب، في انتظار أن يتم تناولها على مهل بالشوكة والسكين. في مقدمتها العراق وليبيا واليمن وتونس ومصر .. منها ما تم جبر أنظمتها أو تغييرها مؤقتا، ومنها ما تزال جريحة بدون قيادة..وكان من المفروض أن يعرج (الماستر شاف) إلى موائد (التغلاق ديال بصح) بالسعودية ودول الخليج وباقي دول المغرب العربي، بعد تناول وجبة (السمك) بسوريا… لكن وجبة (السمك) السوري، كادت تفقد (الماستر شاف)، حاسة الذوق والكلام.. بعد أن علقت أشواكها بحنجرته. وعلق معها برنامجه الغذائي كاملا. وبات ينتظر تدخل أطباء جراحين من أجل إنقاذه ما يمكن إنقاذه بدون خسائر فاضحة. ويمكن القول أن (بشال) الذي خيب آمال الأسود بافتراسه الأبرياء، كان بالفعل ثعلبا ماكرا. استطاع أن يحرك الصراع الخفي بين صناع القرار. وإخراجه إلى العلن. ليصدق عليهم المثل المغربي المعروف(ما شافوهمش وهم يسرقون.. لكن شافوهم وهم يتقاسمون الغنيمة). خارطة صناع القرار، لها امتدادات أخرى فضلوا عدم الكشف عليها للصحفي..لكي لا تقع الفتنة بينهم. فكلما زاد حجم الكعكة المراد تقسيمها، كلما زادت الصراعات بينهم حول كيفية التوزيع..
الخارطة ليس واقعا حتميا لما تفرزه ميادين العرب وشوارعهم من عنف وشغل. ولكنها عصارة حلم صناع القرار..ونتيجة مخططات عاشوا ينفذون في مراحلها اتباعا فوق أراضي تلك الدول..مستغلين قوما جسدوا ما سبق وحذر منه الشاعر والمرشد والأديب أحمد شوقي في بيتين شعريين من قصيدته (قم للمعلم وفه التبجيلا)، حيث قال : وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهمْ .. فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا .. وإذا الـنساءُ نـشأنَ فـي أُمّيَّةٍ … رضـعَ الـرجالُ جهالةً وخمولا).. إذ تحولت الشعوب العربية إلى حطب، يستعمل في إشعال نيران الثورات مجهولة الأهداف والمرامي.. أنظمة فاسدة وشعوب ضالة لا يمكن أن تنتج أنظمة بديلة..ومتربصون يتغذون ويستدفئون من شعوبها وثرواتها..
احتجاجات وغليان في الشوارع، تتحول إلى مجازر ومقابر .. فتنة نائمة قد يوقظها جندي أو شرطي متهور أو محتج .. وقد يوقظها قناص من خلف نافذة عمارة أو فوق سطحها.. والأغرب أن تجد من يغذي تلك الفتنة، ويناولها أقراص مضادة للنوم… إما بالدعم المادي أو الإعلامي أو حتى إيفاد قناصة أجانب كما وقع ببعض الدول العربية، لاغتيال بعض المحتجين.. جنود أجانب محترفين يأتون من أجل زرع فتنة (مستوردة) لا تعرف للنوم سبيلا…