تماطل مدينة المهن والكفاءات بالنواصر في فتح أبوابها للطلبة لا يسير وفق مخططات ملك البلاد
جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … لقد حرص جلالة الملك على إطلاق مبادرة واعدة تلك المتعلقة بمدن المهن والكفاءات، لكي تكون جيلا جديدا من مؤسسات التكوين المهني التي تواكب النمو المهم الذي يعرفه الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى أن هذه المهن تساهم في خلق عرض تكويني جديد يتماشى مع متطلبات سوق الشغل ويعطي صورة مشرفة للبلاد .
لكن ، إلى غاية هذه اللحظة لم تفتح أبواب مدينة المهن والكفاءات للنواصر (CMC) التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) بالرغم من أن الطلبة المتدربين قد اتموا إجراءات التسجيل ، الأمر الذي يجعل مستقبلهم أمام المجهول ، وبالرغم أيضا مما حدث في الايام الاخيرة من احتقان كبير بين المواطنين من طلبة واولياء أمورهم ومسؤولين برلمانيين استفزتهم تصرفات القيمين على هذه المؤسسة التكوينية التي لازالت موصدة الابواب ، في حين ان مثيلاتها بربوع المملكة كان للطلبة فيها الحظ الكبير بافتتاحها في وجههم واستقبالهم في ظروف جيدة ومباشرة الأطر العمل بها ، لما تحمله من أهمية في تكوين طاقات شابة يمكنها أن تغني سوق الشغل ، وتصبح كفاءاتها عبارة عن إضافة نوعية يمكن الاعتماد عليها في تطوير مستوى المهارات وعمل المقاولات في مجالات متعددة وطرق مباشرته وتطويره وتحسينه ، لتجعله يواكب متطلبات العصر وتعطي البلاد شحنة جديدة في ترسيخ فكرة التجديد والتمكين والإبداع والابتكار حتى يتمكن المغرب من مسايرة ما يطمح إليه ملك البلاد وشعبه من تطلعات في مجالات الصناعة التي تقدم المملكة على تبنيها وتكريسها ودخول رهانات القوة والتطور الصناعي والعلمي وغير ذلك … مما يقتضيه دخول المملكة في عهد جديد وخطة تعتمد اتباع خارطة الطريق التي وضعها لها ملك البلاد ، والتي تشمل استثمارات على أوسع نطاق ورامية إلى تقوية الصناعة والاقتصاد وتوفير مناصب الشغل للشباب الذين سيحملون مشعل التقدم والازدهار والرفاهية .
لكن وبشكل غير مفهوم، لاتزال العاصمة الاقتصادية بالمملكة والجهة التي تنتمي إليها والممثلة لاكبر جهة في المغرب من حيث عدد السكان والمؤسسات الصناعية، وهي جهة الدار البيضاء سطات ، خارج هذا السياق المرجو والمسار المخطط لها كمتروبول يراهن على مكوكيته بإفريقيا خاصة والعالم العربي أيضا حسب ما يخطط له في المستقبل القريب ، ولم لا وقد أصبحنا نرى المغرب ينافس دولا عظمى في إنجازات كبرى كإحداث مصانع الإسمنت بدول إفريقية واكتساح مجال الاتصالات والخدمات المالية والبنكية والسياحية والمنجمية التي تهم مناجم الذهب ومجالات أخرى اصبح رائدا فيها ، مما يستدعي توفير يد عاملة يمكن ان تباشر عملها بكل كفاءة ، ناهيك عن العروض الهائلة التي يتلقاها المغرب فيما يخص الاستثمارات الدولية المراد إقامتها بالمغرب وخاصة بالأقاليم الصحراوية المغربية ، وسنتطرق بتفصيل لكل هذه الأمور والانجازات التي يقبل عليها المغرب في مجالات مختلفة ، الأمر الذي يستوجب الاستعداد لذلك وما تحمله بلادنا من طموحات ستجعل المملكة المغربية الشريفة في مصاف الدول الرائدة إقليميا وعالميا ، لكن فيما يبدو هناك العديد من الإكراهات تقف سدا منيعا في تحقيق كل ذلك وما تصبو إليه تطلعات الملك والشعب ، حين نصادف بعض المتبطات التي تعيق هذه الآمال في تحقيق هذه التنمية ، حين نجد وإلى غاية هذه اللحظة مدينة المهن والكفاءات للنواصر لم تفتح أبوابها بالرغم من أن الطلبة المتدربين قد اتموا إجراءات التسجيل الأمر الذي يضع مستقبلهم أمام المجهول ويهدد مصيرهم ومصير جهة الدار البيضاء سطات مصير بلد في طريق الريادة والقوة والازدهار .
فمن المسؤول عن هذا التاخير الذي يبدو مقصودا ولا مسؤولا ، خاصة وأن مدير المعهد كان ولازال يضع الامر قاب قوسي التسويف والمماطلة والتأجيل الذي لا يفضي إلا إلى نتيجة عكسية لا تسير وسياسة البلاد وقائدها الملك محمد السادس قائد التنمية المستدامة على جميع الأوجه والمجالات … وللحديث بقية …