الواقع المغربي بين تحايل قبة البرلمان وقضاء مصالح المسؤولين والواقع المرير الذي يتخبط فيه المواطنون

جريدة النشرة : د . عبد اللطيف سيفيا

بقية الحديث…لازال المواطنون المغاربة يتساءلون حول جدوى انتخاب أعضاء مجلسي النواب والمستشارين ، ما داموا لم يحققوا أي منفعة مادية أو معنوية لصالح الشعب المنهوك الذي توسم فيهم الدفاع عن حقوقة وتحقيق مبتغاه وأمانيه بتحسين وضعه الاجتماعي ولم لا المادي والصحي والتربوي والرياضي و و و و، ما عدا أنه لا ينكر لأعضاء هاتين الغرفتين المخصصتين للنوم أكثر من اليقظة ، ما أسدوه من جميل لأنفسهم و…؟؟؟والذين ظهرت عليهم آيات الغنى أو على الأقل تحسن الوضع من سيئ إلى ما شاء الله دون حسد أو غيرة لأنني لن أنال منهم ولو بلغت المسافة الفاصلة بين السماء والأرض.
فكيف ينكر جميل هؤلاء الذين المناضلين الذين أتوا إلى هذه الأرائك الوثيرة والأجواء المكيفة بلغات تختلف بين الجهل والأمية الثقافية والسياسية والمسؤولية الوطنية والإنسانية وغيرها ، وهم يكدون ويجدون ويثابرون في تحسين أوضاعهم وتوسيع دائرة حقوقهم على حساب الشعب الذي خول لهم كل الصلاحيات لتكريس جهودهم لخدمته ، لتنقلب الآية بعصا سحرية أحالت كل شيء لصالحهم وأقبرت مصالح من نصبهك في تلك المناصب وجعلهم على رقابه مسؤولين أمام لله يون لا مسؤول إلا هو سبحانه.
فمنذ انطلاق القبة بفناءيها البرلماني والاستشاري في ممارسة عملها الذي يقتضي تدارس مشاكل المواطنين وهمومهم والبحث عن حلول ناجعة لكل أو بعض ما يعانون منه في هذا البلد السعيد للرفع من المستوى المعيشي والقدرة الشرائية والتطبيب والتعليم والعديد من الأمور التي تقض مضجع المواطنين ، انكبوا على رعاية مصالحهم الخاصة ومنها مصالح أقربائهم وذويهم ومن يخدم مصلحتهم ، ليعبروا بذلك عن الجشع الكبير الذي أصابهم وضرب في عمق مبادئهم التي تغيرت بين مباشرة بعد ما فرزته الصناديق ، التي لا ننكر أيضا أنها كانت زجاجية وشفافة ، حتى لا يتسرب الشك إلى مخيلتنا نحن المداويخ ، الذين جعلنا بكل إرادتنا المحضة ، وفي كامل قوانا العقلية ، هؤلاء البشر يمثلوننا ويتكلمون بلساننا نحن القاصرون، ليوصلوا مطالبنا إلى قبة البرلمان التي هم أهل القرار فيها ، ليؤكدوا لنا بأنهم قاموا بقصارى جهدهم لكن دون جدوى ، وهم يقسمون على ذلك بكل أنواع القسم الشرعي وغيره ، لتظهر بعد ذلك الحقيقة المحزنة لنا والمفرحة لهم عندما نتوصل بها عن طريق بلاغات حكومية أو مقالات صحفية محتشمة ، تعلو وجهها احمرارات وتوردات من كثرة الحياء والحشمة والوجل . وكانهم يريدون أن يوصلوا إلينا رسالة من تحت ”الدف”مفادها أنهم لم يستطيعوا تحقيق أي أمر من أمور المواطنين وبالكاد حققوا بعض الأمور التي تخصهم هم شخصيا ، وكأنهم يذكروننا بحكاية الشيخ الذي طلب منه ابنه البكر بأن ينوب عنه في خطبة فتاة في قبيلة ما أحبها وتمنى أن يقاسمها بقية عمره، فلبى الوالد طلب ابنه وذهب على التو ليقوم بالواجب الأبوي، ولكن عند انتهائه من المهمة وعودته إلى بيته وجد ابنه المسكين ينتظره بشغف وعلى أحر من الجمر ، ليسأله عن النتيجة ، فما كان على الوالد إلا أن رد عليه بكل برودة بأنهم لم يقبلوا إلا بالأب زوجا للفتاة إياها ، وذلك بمشقة الأنفس. قائلا له ”يا الله بزز باش قبلوني أنا”
فما عسانا أن نفعل أمام هذا الوضع المزري والرهيب الذي أصبحنا نعيشه ، والذي انعدمت فيه الثقة بين أقرب المقربين ، فبالأحرى أن نثق بأناس لم نعرفهم حق المعرفة ولا نعرف شيئا عن أصلهم وفصلهم ، وهنا لا أدعو إلى العنصرية باسم الحمية القبلية ، بل نحن كلنا مغاربة متساوون في الحقوق والواجبات ، ولكن الأمر مصيري يحتم علينا أن نختار للأمانة أهلها من رجال ونساء قادرين على الحفاظ عليها ويستطيعون تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، حتى يكونوا في مستوى تحملها محليا وجهويا ووطنيا ودوليا أيضا، ويكونوا قدوة لنا وللأجيال اللاحقة.
فيجب ألا نشتكي مما كنا سببا في وقوعه كما يقول المثل المغربي الدارجي ”اللي ضرباتو إيدو ما يشكي”، بل يجب أن نتحمل مسؤولية ذلك كما سبق لملك البلاد أن حذرنا منه عندما قال في إحدى خطبه التاريخية ، وصرح بصريح العبارة التي لا يكتنفها زيف أو غموض أو بهتان ، بأنه بدوره فقد الثقة في المسؤولين والاحزاب السياسية ، الأمر الذي دفع بالشباب إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات .
ووجه خطابا قويا ومباشرا للمسؤولين فضلت أن أستحضره أمامكم بالحرف والفاصلة والنقطة ، لتعرفوا مدى صراحة خطابه الذي يعتبر صرخة في وجه كل من يتصف يالتمادي في الفساد والاستهتار بخدمة البلاد والعباد والإخلال بمهامه التي نصب من أجلها ، مخاطبا أياهم كما يلي: “عندما يقوم مسؤول بتوقيف أو تعطيل مشروع تنموي أو اجتماعي، لحسابات سياسية أو شخصية، فهذا ليس فقط إخلالا بالواجب،وإنما هو خيانة، لأنه يضر بمصالح المواطنين، ويحرمهم من حقوقهم المشروعة”…وما أكثر أوجه الخيانة وسمات الخائنين والعياذ بالله.
والأمثلة متنوعة والحجج الدامغة كثيرة في نفس المضمار ، والتي سننتقي لكم منها ما يناسب مواضيعنا ويمشي في سياقها ، والعبرة لمن اعتبر…وللحديث بقية …

Comments (0)
Add Comment