غياب مفاهيم التعاون والتكافل والوعي بالمسؤولية والقيام بالواجب لدى مسؤولينا المبجلين … وما خفي أعظم .. الجزء الأول

0

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … عودنا المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه على إطلاق حملات التضامن مع الفقراء والمحتاجين متبعا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال ” إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر”، وأول ما يخطر على البال من هذا الحديث هو هذه المواقف العجيبة التي يتميز بها الإِسلام: أن طريق الآخرة هو طريق الدنيا بلا اختلاف ولا افتراق ، بحيث جسد المغفور له ، في آخر خطاب له أمام المسؤولين المغاربة الكبار وجعلها رسالة لهم ولمن يليهم وهكذا … يقتدون بها ويحدون حدوه فيما يهدفه جلالته منها على أمل إحياء روح التضامن والتعاون في نفس كل مسؤول ، ونشر ثقافة التكافل وتكريس مفاهيمها بين أفراد المجتمع وتقوية أسسها وتبني أفكارها وجعلها من المرتكزات التي تنبني عليها الدولة ، وضمان تلاحم مكونات المجتمع واستمراريتها كنهج لدولة اجتماعية تجعل العنصر البشري في مقدمة مساعيها …

لكن للأسف في عهدنا هذا غابت كل هذه المفاهيم والمبادئ لدى المسؤولين المغاربة على جميع المستويات ، إلا من رحم الله ، وأصبحت كنفخ باهت على مزمار مخروم ، تبدده الريح وتمسح معانيه بأساليب وتصرفات بعيدة كل البعد عن الشعور بالوطنية والإنسانية وتحمل المسؤولية ، رغم ما جاء في تعليمات ملك البلاد محمد السادس الذي استوعب الدرس من والده المغفور له وتبنى فكرته في تحسين ظروف عيش شعبه ، بإطلاقه لمشاريع تنموية تصب في خدمة العنصر البشري باعتماد المبادرة الوطنية  للتنمية البشرية والاجتماعية كمجال حيوي يهدف من خلاله خدمة الشعب المغربي في ظروف مواتية تحفظ له كرامته وتحقق طموحاته وتجعله في صلب اهتمام كل المخططات والدراسات والأشغال الرامية إلى الرفع من شأنه كأساس رئيسي من أسس ومكونات هذا البلد العزيز.
إلا أنه يبدو أن صيحة الملك المغفور له الحسن الثاني ووارث سره محمد السادس نصره الله وأيده ، المتربع على عرش أسلافه المنعمين ، كانت في واد غير ذوي ضمير حي ولا إيمان بمفاهيم التعاون والتكافل والوعي بالمسؤولية والقيام بالواجب ، بحيث كان لهؤلاء رؤى مخالفة تماما لما هو واجب وضرورة حتمية لخدمة البلاد والعباد … وللحديث بقية .

Leave A Reply

Your email address will not be published.